يا رب

TT

الحج مناسبة في غاية الأهمية بالنسبة للمسلمين، فهي الركن الخامس الذي به تجتمع العبادات كلها في مشهد واحد. وبالنسبة للسعوديين، تحولت المناسبة إلى فرصة لتطوير وسائل خدمات الحجيج، ورفع مستوى السلامة لهم وتوفير التجهيزات المناسبة من خدمات صحية والنقل وغيرها، والخدمات المقدمة بشهادة الكثيرين آخذة في التحسن، وخصوصا في السنوات الأخيرة التي تم الاعتماد فيها على ما هو ميسر من الفتاوى والآراء الدينية والابتعاد عن أحادية الرأي، فتم التسهيل على الحجاج والابتعاد، بالتالي، عما كان يضيق عليهم ويعرضهم للخطر الكبير.

ويتصدى لهذا التحدي الإداري الكبير منذ سنوات وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز الذي بات وجوده ومؤتمره الصحافي العالمي حدثا أساسيا يلقى اهتمام المتابعين حول العالم بجدية واحترام وتطرح فيه أهم الأسئلة عن التحديات الأمنية والهواجس السياسية التي تعنى السعودية والسعوديين ككل، ويتعامل معها الأمير نايف بمهارة وصراحة. ويدخل السعوديون موسم حج هذا العام، وقد تمكنوا من السيطرة بحسم وقوة على عصابة الحوثيين المتمردة والتي حاولت الاختراق والتسلل عبر الحدود الجنوبية،

ولكنها قوبلت بردع شديد من القوات المسلحة السعودية. ولكن تبقى محاولة إثارة العبث والاضطراب والقلق والبلبلة والفتن خلال موسم الحج وتسييس هذه الشعيرة العظيمة لصالح آيديولوجيات سياسية وتوجهات محددة بعينها حاولت نفس الجهة الترويج لها من قبل ولم تكن نتيجة ذلك سوى إراقة دماء الأبرياء من المسلمين في شهر عظيم وبلد عظيم بلا أي معنى ولا منطق ولا عقل. والآن تتصاعد حمى التصريحات المهددة فينتقل المسلمون من حال القلق والهلع الذي ارتابهم بخصوص إنفلونزا الخنازير التي تسببت في انتشار الخوف من أداء الفريضة هذا العام لينتقل القلق إلى إنفلونزا التصاريح والتهديدات التي ذكرت بأن موسم حج هذا العام سيكون للتظاهر وللتأييد وللإنكار وغير ذلك من الشعارات والأقوال التي تقسم العالم الإسلامي المضطرب أساسا إلى فرق وطوائف وأحلاف وأحزاب أكثر مما هو عليه اليوم أصلا.

ولكن وللحق، القوات الأمنية السعودية اليوم هي على أعلى درجات الاستعداد وأصبحت وعن طريق خبرة التعامل مع قوى التطرف والإرهاب لديها الحس الاستباقي والوعي المطلوب للتعامل مع شتى أنواع التحديات الأمنية بشكل عملي وليس تنظيريا فحسب، وذلك من خلال التجربة والخبرة وكذلك الاستثمار الجاد في التطوير والتدريب حتى بات لقوى الأمن فرق فائقة القوة للتعامل مع الطوارئ والتصدي للمجرمين بشتى الأشكال.

إلا أن كل ذلك لا يغني عن الحذر المطلوب والتقصي عن كل شاردة وصغيرة، فالخطر إذا ما حصل سيصيب وسيكون على الجميع. ولا يملك المخلص القول إلا أن يجعل الله هذا الحج مباركا ويذكر دعاء النبي إبراهيم حين قال «ربي اجعل هذا البلد آمنا».