حول أهدافك إلى عادات

TT

ما أجمل أن يكون روتينك اليومي سببا مريحا لتحقيق أهدافك. التوجهات الحديثة في علم الإدارة وإدارة الوقت أو الذات تشير إلى أن أفضل طريقة للوصول إلى كثير من أهدافنا الحياتية والمهنية بسهولة ويسر تكون بتحويلها إلى عادات نفعلها بصورة تلقائية. على سبيل المثال هناك من تحولت «أهدافه» الصحية والرياضية إلى «عادات إيجابية»، ربما من دون أن يشعر، مثل عادة استخدام فرشاة الأسنان، أو المواظبة على ممارسة رياضة المشي أو الجري بصورة دورية وغيرها.

هناك صور عديدة لتحويل أهدافنا إلى عادات إيجابية، منها تخصيص 10 دقائق في كل صباح لوضع قائمة بالأهداف والمهام المطلوب إنجازها بحسب الأولية، حيث إن المواظبة على هذه العادة تؤدي إلى نتائج عظيمة من الإنجاز، الذي نلمسه به بعد مدة طويلة من الزمن. ذلك أن كثيرا منا يبدأ نهاره بأمور ليست ذات أهمية تذكر، ثم ينتهي به اليوم ليفاجأ بأنه ليس لديه وقت لإنجاز أهم ما في قائمته.

كما يمكن أيضا اكتساب عادات كثيرة، مثل الحضور المبكر إلى العمل، أو قراءة تقرير مهم يوميا، أو المواظبة على قراءة مقال أسبوعي يشحذ الهمم ويقدم حلولا عملية (كهذا المقال مثلا!)، أو الاستماع إلى كتاب مسموع أو محاضرة مفيدة في السيارة يوميا بدلا من التذمر من زحمة المرور. ومن العادات الإيجابية كذلك الجلوس يوميا مع الأبناء أثناء تناول وجبة معينة، أو تعليم طفلك معلومة أو خلق جديد كل يوم، أو قراءة كتاب مهم أو مجلة متخصصة شهريا، أو إرسال رسالة بريدية يومية أو أسبوعية إلى موظفيك مشفوعة بمعلومات تفيدهم وترفع إنتاجيتهم.

ويشترط في من يرغب بتحويل أهدافه إلى عادات أن يحدد أولا بوضوح ما هي «أهداف حياته»، ويصنفها إلى أهداف رئيسية وثانوية، ثم يقرر ما هي الأمور (أو العادات) التي لو واظب عليها فستوصله إلى تحقيق مبتغاه أو هدفه أو حتى جزء منه، على سبيل المثال، من أراد تأليف كتاب أو إطلاق مدونة إلكترونية فلابد أن يعود نفسه على الكتابة الدورية، كأن يكتب يوميا 250 كلمة أو يكتب لمدة ساعة وهكذا حتى ينجز هدفه بسهولة.

يقول الكاتب ليو بابوتا مؤلف كتاب (The Power of Less) أو (قوة القليل)، إن المواظبة على سلوك معين لمدة شهر تحوله إلى عادة سهلة الممارسة، شريطة أن تكون مبسطة وقابلة للتطبيق.

لنتذكر أن العادات السلبية مثل التدخين بشراهة، أو الإفراط في الأكل، أو الغضب في العمل وخارجه على أتفه الأمور يمكن تحويلها إلى عادات إيجابية بالممارسة. فالمواظبة على سلوك معين تجعله يتحول مع مرور الوقت إلى عادة(Habit) .

معلوم أن أحدا لن يحقق هدفه ما لم يخط باتجاهه ولو خطوة واحدة. فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، والمقصود بالخطوات هي «العادات» التي إن كنا واقعيين في اختيارها وتحديد أوقاتها فسوف نصل إلى أهدافنا بسهولة ويسر.

* كاتب متخصص في الإدارة

[email protected]