هل أفهم أكثر من الدكاترة؟!

TT

الطبيب يقول لي: لا بد أن تأكل. لا حل آخر..

أقول له: يا طبيب، إن العقاقير التي أتناولها أو أتجرعها تسد النفس.. إنها تؤلم جدران المعدة. والمعدة ترفض الطعام والدواء معا!

ويكون رد الطبيب معناه: اضرب دماغك في الحائط.. تأكل يعني تأكل.. تشرب يعني تشرب!

آخر جلسة مع عدد من الأطباء في مختلف التخصصات.. وجدتهم جميعا قد اتفقوا على قائمة طعام واحدة.. وقائمة مشروبات.. ونظام للعمل ونظام للنوم.. مرة واحدة. ولا بد أن ألتزم بها..

ودارت معركة باللغة اللاتينية. فالأطباء يشرحون لبعضهم بعضا مستخدمين الكلمات اللاتينية لأعضاء الجهاز الهضمي والتنفسي وكذلك أسماء العقاقير.. وتجيء مكالمات تليفوناتهم فتقطع انسياب المصطلحات الطبية.. ويستأنفونها وأنا أنتظر الحكم.. وليس بينهم شيخ لهذه الطريقة. فكلهم شيوخ. وكل واحد منهم قد جلس في مقعد الإفتاء. ويجب أن أسمع وأسمع وأطيع..

ورغم هذه الخلافات الحادة بينهم سكتوا مرة واحدة. وأمسك أحدهم قلما وكتب قائمة بأسماء الأطعمة المطبوخة والمسلوقة والطازجة وكمياتها ومواعيدها.. واستبعد تماما القهوة والشاي والحبوب الملينة والمنومات، لأن المنومات والمسكنات تؤدي إلى الإمساك.. كما أن استخدام الحبوب الملينة يؤدي إلى الإسهال الذي يحول بين الجسم وامتصاص الأطعمة.. لأن الأطعمة لا تبقى طويلا لا في المعدة ولا في الأمعاء..

والخلاصة: يجب أن أنفذ هذه التعليمات.. فإذا لم أنم، فسوف أعتاد على ذلك بعض الوقت. وإذا أرغمت نفسي على الطعام فسوف أعتاد على ذلك. والغريب أن أحدا من حضراتهم لا يتساءل: كيف.. كيف يكون الإكراه علاجا.. وكيف يكون القرف والأرق علاجا؟

هذا هو العلاج. ولا يمكن أن أدعي أنني أفهم أحسن من الدكاترة!