أزمة هوية

TT

اسمحوا لي بتقديم نفسي. أنا هارولد غيليبراند، أو ربما كريتسن فورد، مزيج من شخصيتين في الحزب الديمقراطي تريد كل منهما أن تكون السيناتور المنتخب المقبل من نيويورك. أخوض الانتخابات كي أحرر الحزب من استحواذ هاري ريد أو ربما تشاك شومر، ومن أجل إعادة تطبيق سياسية مالية سليمة داخل الولاية التي كانت من قبل موطنا لألكسندر هاميلتون، وزير الخزانة الأول الذي تعثر عبر النهر في نيوجيرسي، كما هو الحال مع الكثيرين من سكان نيويورك. وهذه هي مواقفي.

كنت من معارضي الإجهاض عندما كنت عضوا في الكونغرس عن ولاية تينيسي، ولكنى حاليا من مناصري حق اختيار الإجهاض. ولا يرجع ذلك إلى أني انتقلت من ولاية تينيسي إلى ولاية نيويورك، ولكنه يعود إلى أن القضايا الأخلاقية والعملية تغيرت بصورة جذرية خلال الأسبوعين الماضيين بصورة جعلت المرء يعيد التفكير في القضية من منظور جديد كي يستوعبها كاملا. وعندما قلت إنني «برو لايف» (pro-life) فهم البعض أنني معارض للإجهاض ولكني كنت أشير إلى المجلة المصورة القديمة لمؤسسة تايم. بعض الناس يميلون إلى مجلة «بيبول»، والبعض يميلون إلى مجلة «سبورتس أليستراتد»، وأنا ممن يميلون إلى مجلة «لايف» (Life). وأعتقد أن الشعب الأميركي معي في ذلك.

بالنسبة لفكرة أخرى، دائما ما كنت مناصرا لحق اختيار الإجهاض، وكنت منسجما مع ذلك. ولكن، موقفي عن ضبط استخدام السلاح هو الذي يتشكل. عندما كنت عضوا في الكونغرس من منطقة ريفية داخل نيويورك، حصلت على موافقة كبرى من رابطة الأسلحة الوطنية لمعارضة تشريع معتدل بخصوص السلاح، أو كما قال البعض تشريع معقول عن السلاح. ومنذ ذلك الحين، عرفت أن السلاح يستخدم في بعض الأحيان داخل مدينة نيويورك في جرائم، ولأني ضد الجرائم، فإني أقوم بتغير موقفي بخصوص حمل السلاح. وأعتقد أن الشعب الأميركي معي في ذلك.

كنت العضو الوحيد داخل الكونغرس عن الحزب الديمقراطي من ولاية نيويورك الذي صوّت لتوفير التمويل للحرب في العراق. وبالنظر إلى ما وقع، قمت بتعديل موقفي، وتغيره بدرجة بسيطة لتحل كلمة «غير موافق» محل «موافق»، وهو مجرد اختلاف بسيط في ثلاثة أحرف فقط. وفي تينيسي، صوّت من أجل الحرب، متبنيا الموقف الذي فضّله معظم سكان الولاية في الوقت الذي كان يمكنني فيه تبني الموقف الأسهل وهو عدم التصويت ألبته. وهذا ما قام به باراك أوباما في بعض المواقف داخل ولاية إلينوي وقد جعله ذلك رئيسا للبلاد. ومع ذلك، أفضل أن أكون مخطئا على أن أكون رئيسا.

أنا من مشجعي فريق يانكيز، وفريق ميتس أيضا. وأحب نيكس ورانغرز وجينتس وجيتس. وتطيب لي البسطرمة مع النبيذ المصنوعة من نبات الجاودار، ويحلو المايونيز.

صحيح، أني كنت أفضل الغارات على المهاجرين غير الشرعيين عندما كنت عضوا في مجلس النواب في تينيسي ونيويورك. ولكني غيّرت رأيي، فهؤلاء أشخاص طيبون قدموا إلى هنا من أجل العمل. كما أن أقاربهم يدلون بأصواتهم.

أبلغ من العمر 43 عاما، ولكني اعتدت أن أكون أصغر. وأنا في التاسعة والثلاثين، ولكني أتعهد أن أكون أكبر. أنا امرأة (اسمع أتحدث بصوت مرتفع)، وأنا رجل. هذه هي الطريقة التي تتحول بها الأشياء. أنا أسود، وأنا أبيض. وإذا كنت تريد أن أتغير إلى الجانب الآخر، سأعين بسرور لجنة لدراسة ذلك. أتصرف وفق ما أراه، ولا يوجد مَن يقيدني. أنا صوت ضميري، ودائرتي. ومن حسن الحظ، فإن ضميري يقول لي أن أكون صوت دائرتي.

أعلم ما تفكر فيه: ليس لديّ عقل خاص بي. وأتغير مع الريح. ولكن ماذا عنك؟ تقول دوما للرئيس على الرغم من أنه أحمق؟ ودائما ما تقول للعميل إنه مخطئ؟ ودائما ما تقول لقرينك الحقيقة، ودائما ما تتحدث بصوت مرتفع داخل اجتماعات العمل حتى لو كنت تعلم أن ما تقول لن يحظى بشعبية؟ أعتقد لا. صوت لصالح أي منا، سواء هارولد غيليبراند أم كريتسن فورد. نحن نفس الشخص. وفي الواقع، نحن أنت.

* خدمة «واشنطن بوست»

خاص بـ«الشرق الأوسط»