معلوماتنا عن الشمس قليلة جدا!

TT

رغم وضوح الشمس فإننا لا نعرف عنها إلا القليل جدا. ورغم أنها مصدر النور والحياة لنا، فإنها أيضا قادرة على القضاء علينا فجأة. ولذلك كانت هيئة الفضاء الأميركية حريصة منذ سنوات على أن تعرف ماذا يجري في جو الشمس وعلى سطحها وفي أعماقها.

الذي يحدث عادة هو هبوب عواصف مغناطيسية عنيفة. تؤدي إلى ارتباك سفن الفضاء ومحطات المتابعة الأرضية وإيقاف كل محطات توليد الطاقة في أميركا وأوروبا.

ولذلك أطلقت هيئة الفضاء الأميركية مرصدا يدور حول الأرض لخمس سنوات على ارتفاع 33 ألف ميل. ويرسل إلى الأرض يوميا ما يعادل نصف مليون أغنية بالصوت والصورة شديدة الوضوح.. وهذا المرصد يسميه الأميركان (المجهر الجبار) وهو مجهر لأنه يصور أعماق الشمس.

والعالم لا ينسى ما حدث يوم 13 مارس سنة 1989 عندما عاش الملايين في أميركا وكندا تسع ساعات بلا كهرباء. بسبب عاصفة شمسية مغناطيسية.

وبعد خمس سنوات حدث شيء أبشع. فقد هبت عاصفة شمسية مغناطيسية فأصابت سفينتي فضاء. فانقطعت كل الاتصالات الهاتفية والبرقية بين أوروبا وأميركا.

أما أكبر كارثة مروعة فهي التي حدثت أول ديسمبر سنة 1859. فقد أدت العواصف الشمسية إلى طلوع النهار الكاذب، أي إضاءة كاليفورنيا وكندا وكوبا وإيطاليا. فكأن الشمس قد أشرقت قبل موعدها بخمس ساعات تحول فيها الليل نهارا شديد الضوء. وانقطعت كل الاتصالات الهاتفية والبرقية مرة واحدة!

والهدف أن تعرف هيئة الفضاء من أين تهب هذه العواصف. وكيف تتكون ومتى تبلغ ذروتها، فتنتبه كل سفن الفضاء والمحطات الأرضية ومولدات الطاقة. وفي نفس الوقت كيف يمكن وقاية الإنسان والحيوان والنبات. وكيف تساعد المجالات المغناطيسية للأرض على التوقي من عواصف الشمس والأشعة فوق البنفسجية.

ويرى علماء الفضاء أن معلوماتنا عن الكواكب الأبعد من الشمس كثيرة.. ولكن معلوماتنا عن الشمس أقل كثيرا جدا.. وذلك لصعوبة التصوير والقياس بسبب الحركة الهائلة والمتدفقة من الشمس كـأنها ملايين القنابل الذرية تتفجر الواحدة بعد الأخرى في جزء من مليون من الثانية وبلا توقف!