دردشة مع الأصدقاء

TT

* سألني الأخ فؤاد التكرلي من فرنسا عن سر استعمالي لاسم مستعار De Mille لروايتي بالإنجليزيةBy the Rivers of Babylon.. هذا أمر عجيب. الرواية منشورة باسمي الصريح في كلتا النسختين العربية والإنجليزية. لا أدري من أين جئت بهذا الاسم «دي ميل» الذي لم أسمع به من قبل. يظهر أن أحدا ما قد انتحل الرواية وأصدر نسخة منها باسمه. سأكون شاكرا يا عزيزي فؤاد لو كتبت لي رسالة خاصة على عنوان الجريدة تشرح لي الموضوع، وإن أمكن مع صورة من الغلاف. ولكن كيف عرفت إذن أن الرواية بقلمي؟

* القارئ الكريم خالد كلاوات حسن يسألني عن اسم المنظمة التي أنتمي إليها. أنا لا أنتمي لأي منظمة. قبل بضع سنوات انتميت لحزب الخضر البريطاني ولكنني سرعان ما انسحبت وتركته على شأنه بعد أن دخلوا في منازعات ومهاترات سقيمة. قلت لنفسي إذا كنت أنشد المهاترات، فعندنا منظمات عربية كثيرة تعطيني الفرصة لذلك. وإذا كنت يا سيدي تستغرب من ذلك فأنا أتبع في هذا رأي معلمي وشيخي برنارد شو. لم ينتم لأي حزب طيلة حياته. سألوه فقال إن الانتماء لحزب يعني أنك تلتزم بأفكاره وبرامجه وسياسته. ما العمل إذا خرجت عنها ولم توافق على شيء منها؟ وكواحد ذي أفكار مستقلة كثيرا ما تتناقض أفكاري مع الآخرين، كما لا بد أن لاحظ قرائي الكرام.

* كتب لي الأخ عمر الزهاوي يحرضني على متابعة موضوع البغال السياسية ويحثني على أن أواصل ذلك بالكتابة عن الحمير. يا سيدي إنك تريد أن تزجني في موضوع لا أول له ولا آخر بحيث أقضي كل حياتي أكتب عن كل ما عندنا من الحمير السياسية.

وهذه ملاحظة جديرة بالانتباه. فالجيش العراقي مثلا يعتمد على البغال كما قلت ولا يستعمل الحمير. يظهر أنه تركها للأحزاب والمنظمات السياسية. ولكن عندنا في العراق أيضا حمير تقوم بعمل مفيد فعلا. ومنها زمال (حمار) الكورة. وسمي كذلك لقيامه بنقل أحجار الطابوق بين الكور (معامل الطابوق).

بغض النظر عن الحمير السياسية والحزبية وحمير الكور، هناك أيضا في العراق ما يسمى بزمال الطمة. وهو الحمار الذي ينقل رماد الحمامات لخارج المدينة ليطمها ويردمها في المكان المعين لها، وهو الطمة. ومن المعتاد لمن يسوقه أن يلتقط أي شيء صالح للحرق يجده في طريق العودة بعد تفريغ الرماد فيحمله على الحمار لاستعماله وقودا لنار الحمام. فالحمار المسكين لا يذوق الراحة، لا في ذهابه ولا في إيابه. ومن هنا جاء المثل الشعبي في وصف من يعمل ويعمل بدون أي راحة فيقولون مثل زمال الطمة. وهو في الواقع ما ينطبق على أي مواطن عربي صاحب عيلة.

يولي الغربيون احتراما وعطفا خاصا على الحمار لعلمهم بأنه هو الذي حمل السيد المسيح في مسيرته التاريخية للقدس. وكان اختياره له رمزا للتواضع ومحبة المغلوب على أمره.