كسر قوقعة الطفل المتوحد!

TT

اهتدى الطبيب إلى علاج الأطفال الذين يعانون من التوحد، أي أن يكون وحده بإرادته، ثم أن يكون وحده تلقائيا.. أي ينعزل عن الأطفال ويعتزل الناس بمن فيهم الأب والأم وزملاؤه في المدرسة أو في اللعب. ولأنه وحده فمن الصعب أن تحدثه أو تعلمه.. وإنما يظل هكذا شاردا انطوائيا، ويجعل الدنيا تضيق وتضيق حتى يصبح دودة في قوقعة..

أخيرا وجد الأطباء البشريون علاجا، بعد أن طالت حيرة أطباء النفس والتحليل النفسي. فقد اكتشف طبيب فرنسي اسمه «اليسار أندراي» أن هناك هرمونا؛ هذا الهرمون يمكن حقن الطفل به، ومن شأن هذا الهرمون أن يهز أعصابه.. أن ينبهه.. أن يحركه.. أن يجعل الطفل يتلفت حوله وأن يكون قادرا على التركيز: يعرف أوضح ويسمع ويتساءل..

فإذا حدث ذلك، وقد جربوه على مائتي طفل، فقد انكسر الحصار الذي فرضه مرض التوحد على الطفل. وهذا العدد من الأطفال ليس كافيا لأن يصبح العلاج محترما علميا، لا بد من أطفال آخرين، لا في فرنسا وحدها، ولكن في بريطانيا وأميركا، فإذا أثبت الهرمون أنه قد أخرج الطفل من دنياه الخانقة الكئيبة الباردة، ونشروا أبحاثهم في المجلات العلمية المعتبرة، بعدها يمكن أن يقال إن الهرمون علاج وإن التجربة قد نجحت وإنها الخطوة الأولى لعلاج ملايين الأطفال المتوحدين في كوكب الأرض.

ومما قاله الأطباء إن تعاطي هذا الهرمون يحتاج إلى وقت طويل.. ليس شهرا ولا سنة، وإنما العلاج بطيء، ولكن من المؤكد أنه خطوة قصيرة في طريق طويل.. والمهم أن تكون الخطوة ثابتة إلى الأمام. وكل شيء يبدأ بخطوة، وهذه هي الخطوة الأولى لفك أسر الصغار الذين حذفهم المرض من رصيد مستقبل المجتمع!