إش لونك؟!

TT

«إش لونك؟»، من أشهر العبارات التي يتبادلها الناس في مناطق شاسعة من العالم العربي، والذين يعرفون أسرار الألوان وأهميتها يبررون لهؤلاء الذين يجعلون اللون في مقدمة ما يسألون عنه أحبابهم وأصدقاءهم، فللألوان تأثيراتها على مزاج الإنسان، وأفكاره وسلوكياته، ومعرفة لونك قد يكون المفتاح في معرفة شخصيتك.

وكان العلم الحديث قد استقر أخيرا على أن الألوان الرئيسية الأساسية ثلاثة، وليست سبعة كما كان يشاع سابقا، وأن هذه الألوان الثلاثة هي: الأزرق، والأحمر، والأصفر، ولكل لون من هذه الألوان صفاته، ودلالاته السيكولوجية.

فاللون الأزرق لون الهدوء، والصفاء، والسكينة، والسمو الروحي، والاسترخاء، ويقال إنه مسكن للألم، ومنظم لضغط الدم، وعمليات الشهيق والزفير، وهو وسيلة علاجية لتخفيف آلام «الشقيقة»، والربو، وتقليل الإفراط الحركي لدى الأطفال المصابين بالتوحد. وهذا اللون يمثل لون الذكورة، وهو المتفق عليه بالنسبة لملابس الأطفال حديثي الولادة، والأشخاص المتعلقون باللون الأزرق طموحون، ومثاليون، ومبدعون، ومعتدلون في عواطفهم، ومتفائلون.

ورغم جماليات الأزرق الذي هو لون السماء والبحر، نجد من يصف حالات الابتلاء العظمى بـ«البلاوي الزرقاء»، وينعت أشرس الجن بـ«الجنّي الأزرق»، وأخطر أنواع الحيتان بـ«الحوت الأزرق»، لكن الشيء العلمي المتصل بهذا اللون هو أن الإكثار المفرط منه قد يجلب الاكتئاب. واللون الأحمر لون نشط، ومثير، وهو لون الوردة، ولون الشفق، ولون الشفاه، ورمز الحب والقوة، ومحفز للعواطف، ومعمق للثقة في النفس، وهو لون يلفت الأنظار، ويجلب الإعجاب، ويعد وسيلة علاجية للبرود العاطفي، والكسل، والإجهاد، ورافعا لكفاءة جهاز المناعة، والناس في بعض المناطق قادتهم فطرتهم - حتى عهد قريب - إلى إحاطة مرضى الجدري والحصبة وبعض الأمراض باللون الأحمر، وعشاق اللون الأحمر يتسمون بالجرأة، والعاطفة الجياشة، والانفتاح على الآخرين.

وأكثر الجنايات على اللون الأحمر جاءت من السياسيين، والمعلمين، ورجال المرور، ففي السياسة ارتبط اللون بالحروب والثورات والعنف، وفي التعليم لم يجد المعلمون لونا يصححون به أخطاء تلاميذهم سوى اللون الأحمر، الذي أصبح مع الزمن «فزّاعة» التلاميذ، كما اختارت التنظيمات المرورية الإشارة الضوئية الحمراء لونا يفرض التوقف، ويقيد الانطلاقة.

أما اللون الأصفر فهو لون مبهج، وسار، ومشرق، ومحفز للتفكير والإبداع، ويساعد على التذكر، وعشاقه يتسمون بالمرح، والحيوية، والمثالية، والتفاؤل، والحكمة، كما يتسمون بالصفاء الذهني، والميل إلى الصداقة، وهو رمز من رموز الثراء، حيث يستمد منه الذهب لونه، ويقال إن اللون الأصفر يمكن أن يساعد في علاج النسيان، وصحة الجهاز التنفسي، ورفع كفاءة الجسم، وضبط المزاج.

ومن الظلم الذي يقع على هذا اللون وصف الابتسامة الباهتة بالابتسامة الصفراء، رغم أن اللون رمز من رموز البهجة والمرح والمحبة.

وقبل الختام أقول لك: «إش لونك؟».