نعم استطعنا ونجحنا!

TT

شكوى عامة من كل الآباء.. لأن أولادهم يأكلون ويشربون وينامون أمام التلفزيون أو يتساقطون من الإعياء أمام الكومبيوتر من طول المكالمات أو الألعاب الإلكترونية.. وليس عندهم وقمت للأكل أو النوم أو الراحة أو المذاكرة. وقد استسلم الآباء لذلك؛ فلا أحد يستطيع أن يمنع ابنه أو ابنته من أن يكون لديها تليفون محمول وكومبيوتر.. وأصبحوا كلهم يشكو بعضهم بعضا دون أن يفكروا في حل.. فهذه لغة العصر وأدواته واحتياجاته: المحمول والكومبيوتر والتلفزيون والسندوتش. وقد تضاف إليه السجائر والمخدرات، وهذه هي الطامة الكبرى..

ولكن أحد العلماء وزوجته كما نشرت مجلة «علم النفس اليوم» قررا أن يخوضا تجربة شاقة.. فقد منعوا أولادهم من استخدام المحمول والكومبيوتر والتلفزيون. وقررت الأسرة أن توزع يومها على الدراسة والنزهة والرياضة والجلسات العائلية الهادئة والنوم بعد ذلك. كانت التجربة صعبة في البداية، ولكنّ الوالدين أكدا للأبناء أنها تجربة لعدة أيام وبعدها يقررون ما الذي يمكن أن يحدث لكي ينعم الجميع بالحياة الهادئة المفيدة علميا واجتماعيا وصحيا.. يقول الأبوان إن الأسبوع الأول كان صعبا، وإنهما أرهقا أولادهما (ولدين وابنتين)، وكان لا بد من أسبوع ثانٍ وثالث. واستمرت التجربة ست سنوات..

في هذه السنوات تغيرت أشياء كثيرة. الهدوء يسود البيت والمدرسة والنادي والمطعم. والأبناء في صحة جيدة. وأثناء ذلك قام الأبوان بتعديل وجبات الطعام دون أن ينتبه الأبناء. فكان الطعام صحيا لذيذا. ثم طلب الأبوان من أولادهما أن يكتبوا ذكرياتهم عن هذه التجربة. رصدت التجربة في كتاب (500 صفحة) عنوانه «لقد استطعنا».. وهي العبارة التي كانت شعار الرئيس أوباما في الانتخابات: أنت تستطيع.. نعم، أنت تستطيع. واستطاعت هذه الأسرة.

والتجربة في متناول كل الناس. خلاصتها: لا تترك طفلك لنزواته. أمسك يده. اضبط خطواته. راجع سلوكه.. والاعتدال هو المثل الأعلى. وهو الأصعب ولكنه الأنفع والأرفع!