عرس الرياض الثقافي

TT

أدين ويدين الكثير من أبناء مدينة جدة لصالون «الاثنينية» لصاحبه عبد المقصود خوجة في التعرف على رواد الأدب السعودي أمثال: أحمد السباعي، وطاهر زمخشري، ومحمد حسين زيدان، وعزيز ضياء، وحسين عرب وغيرهم، إذ استطاعت «الاثنينية» أن تسهم في تواصل الأجيال في وقت لم تكن فيه الكثير من الفرص متاحة لمثل هذا التلاقي. تذكرت هذا الأمر بالأمس - ولم أكُ ناسيا - وأنا أتجاوز مدخل فندق «ماريوت» بالرياض، لأجد حشدا كبيرا من الأدباء والإعلاميين، جاء من مختلف المناطق، ومن أجيال وأعمار متفاوتة، يملأ المكان، في تفاعل ثقافي لافت، وضمن هذا الحشد شعراء، وروائيون، ونقاد، وكتّاب، وإعلاميون، جمعتهم مناسبة معرض الرياض الدولي للكتاب وما صحبه من فعاليات أدبية وثقافية، وكان اجتماع هذا الحشد من الأدباء والمفكرين والإعلاميين في مكان واحد يشكل - في حد ذاته - إنجازا يحسب لوزارة الثقافة والإعلام، فأن يتعرف هؤلاء بعضهم على بعض عن قرب، غاية تستحق هذا الجهد الذي قام به المنظمون لهذه التظاهرة الثقافية.

وحسنا أن يتعدى معرض الرياض الدولي للكتاب - كما أشار المشرف العام على المعرض الدكتور عبد الله الجاسر - البعد التقليدي المتمثل في بيع وعرض الكتب وتسويقها، إلى بُعد ثقافي حافل بالندوات والمحاضرات والفعاليات المتنوعة، ولكن الالتفاتة الأكثر ذكاء في هذه المناسبة تمثلت في تكريم أصحاب المنتديات الثقافية التي لعبت دورا هاما وبارزا في تواصل المثقفين أمثال: جعفر الشايب، وراشد آل مبارك، وسارة الخثلان، وسلطانة السديري، وعبد المقصود خوجة، وعدنان العفالق، فهذه المنتديات أو الصالونات الأدبية عمقت إلى جانب إسهاماتها الثقافية الروابط بين المثقفين، وأسهمت في تواصلهم، ومثل هذا التواصل يعد ضرورة لتطور الأدب وتنمية الثقافة.

ومن أوجه التواصل في هذه المناسبة أن خارطة الفعاليات المصاحبة للمعرض ضمت أدباء وباحثين من أجيال مختلفة، ومن مناطق متعددة، فإلى جانب الأسماء المعروفة أمثال: عبد الله مناع، وزكي الميلاد، وأشجان هندي، وجار الله الحميد، وبدرية البشر، ومحمد الشقحاء، ونجوى هاشم، تجد مشاركة لأسماء أخرى تسعى إلى تأكيد ذاتها، وتوسيع دائرة حضورها.

وباختصار، إن هذا العرس الحضاري الذي ترعاه بنجاح وزارة الثقافة هذه الأيام يحقق جزءا مما كان يحلم به المثقف من إنشاء وزارة للثقافة، بعد أن ظلت الثقافة والمثقف عهودا طويلة يفتقران إلى مرجعية ترعى الفعل الثقافي، وتهتم بالمبدع والمثقف والفنان.

[email protected]