ما دامت الميزانية لا تسمح؟!

TT

أشهر علماء الفيزياء في الدنيا قرر الهجرة من بريطانيا بعد خمسين عاما من الدراسة والتدريس في جامعة كمبريدج.. لماذا؟ لأن بريطانيا أمسكت يدها عن الإنفاق على البحث العلمي. فضيحة مدوية من عالم كبير إلى أعظم جامعة في الدنيا.

العالم المشلول الأخرس منذ الطفولة، ستيفن هوكنغ، حاول أصدقاؤه وزملاؤه أن يثنوه عن هذا القرار الفادح والفاضح، ولكنه أصر. وكذلك ابنته التي تؤلف قصصا للأطفال عن الفلك بالاشتراك مع والدها، الذي له كتاب اسمه «تاريخ موجز للزمن»، باع منه عشرين مليون نسخة. صار غنيا فطلق زوجته الأولى التي أنجب منها ولدا وبنتا، وتزوج الممرضة التي اخترع زوجها الكرسي الذي يجلس عليه، وفيه أجهزة تحول صوته إلى حروف!

أما الذي حدث فهو أن العالم الكبير قد اهتدى إلى نظرية في تفسير نشأة الكون، وأنه في حاجة إلى أجهزة رصد فلكية، ومعه فريق من العلماء المهندسين تحت قيادته خمس سنوات.. فاعتذرت الجامعة قائلة: إن الميزانية لا تسمح..

ثم طلبت منه توضيحا. رفض، وجمع أشياءه، واتجه إلى كندا، وحاولت أميركا أن تستضيفه، وكذلك ألمانيا وفرنسا.. فرفض.

حاولت الجامعة مرة أخرى أن تخفض الميزانية بضعة ملايين، فرفض. طلبت إليه أن يمهلها بعض الوقت.. رفض. لقد كان قراره نهائيا.

ولم يذكر هو مشروعه.. ولا الجامعة، فقد تمت المناقشات سرا، وسوف تبقى كذلك. حاولت ابنته بضغوط من أصدقائه وزملائه. حاولت زوجته الأولى، التي لا يزال يحبها، ولكنه أطبق فمه وأغلق الأجهزة التي تترجم صوته.. واتجه إلى كندا.

ولو أنت كنت قد رأيت أوبرا «بورجي وبي» الزنجية، لتذكرت البطل بورجي الكسيح، وقد جلس على مقعد له عجلات، وسأل: أين نيويورك! فأشاروا إليها، واتجه إليها. ولكنه لا يعرف أنها تبعد عنه عشرة آلاف كيلومتر.. ولكنه قرر!