اتقوا سم الأعين.. ولكن كيف؟!

TT

سمعت حكمة لا أعرف من الذي قالها. الحكمة تقول: اتقوا سم الأعين. والمقصود بها الأعين أي الحسد. فالعين لها سم. أو تصيب الآخرين بالسم. ولكن المعنى الحديث لهذه الحكمة هو السم الذي تراه العيون ويصيب الإنسان بالاضطراب النفسي الناتج عن الاضطراب الجنسي. أو بعبارة أوضح: الأفلام الإباحية على شبكات الإنترنت. وفي استطاعتك أن تكتب كلمة «جنس» فتأتيك بالملايين في أقل من ثانية. ما هذا؟ هذه هي المأساة التي يعيشها المراهقون اليوم من البنات والبنين.. يرونها ساعات كل ليلة.

وقد أجرى العالم الأسترالي مايكل فلور الأستاذ بمركز الصحة الجنسية أبحاثا على ألوف الفتيات والفتيان. والمشكلة أن الأولاد يحاولون أن يقلدوا ما يرونه على الإنترنت.. البذاءة والعنف والسفالة. فلا يكاد أي واحد ينفرد بفتاة في مثل سنه حتى يستخدم ألفاظا نابية وحركات خارجة ويطلب منها أن تكون غانية كالتي يراها على الإنترنت.. فتهرب البنت.. وتشكو البنات من أنهن لا يستطعن أن ينفردن بشاب فلا بد له من صديق آخر يحميها. لقد عادت المرأة إلى الخوف وإلى ضرورة أن تكون في مأمن..

وهذه القنوات العارية لفظا وحركة واستعراضا قد دمرت حياة الشبان الصغار. فليس عندهم احترام للمرأة.. ولا توجد مودة ولا علاقة دافئة.. وإنما هذا الهوس والعنف الذي يقتل الحب ويقتل الصداقة..

ويرى الأستاذ فلور أن الأبوين يجب أن يتدخلا بأن يوضحا خطورة ذلك على الحياة وعلى العلاقات الإنسانية.. فليس في استطاعة أحد أن يمنع أحدا من أن يرى وأن يمارس على البعد.. صحيح أن أكثر الشبان لا يعرفون الكثير عن العلاقات الجنسية وأن هذه الصور والممارسات تضيف إليهم معلومات جديدة.. ولكنها في نفس الوقت تجردهم من المشاعر النبيلة المحترمة. إن أحدا لا يقوى على مواجهة الطوفان الجنسي. فإذا كان له بعض الفوائد فمن المؤكد أن الضرر أكثر وأخطر وأفدح!