العدد كبير!

TT

العدد كبير والسيناريو مرعب نسأل الله السلامة والأمن والأمان، كانت هذه أبرز التعليقات عن الإعلان الجديد الصادر من وزارة الداخلية السعودية، الذي يصرح فيه بالقبض على عدد مهول من الإرهابيين، أكثر من مائة شخص، نصفهم سعوديون، وفي حوزتهم أسلحة وأموال نقدية ووسائل اتصال متقدمة وأجهزة حاسوب وخرائط وصور ووثائق كلها كانت لأجل تنفيذ أعمال إرهابية بالغة الأهمية في حق رجال أمن وأهداف بالغة الخطورة في مواقع نفطية حساسة بالمنطقة الشرقية، وكل المجاميع ثبتت علاقتها الوطيدة مع تنظيم القاعدة الموجود باليمن، الذي يبدو واضحا أنه بات الآن «مغناطيس» الإرهاب ونقطة الجذب الأساسية للمتطرفين والجاري سحبهم كما يبدو من المواقع القديمة كالعراق وأفغانستان والجزائر الصومال.

والضربة الاستباقية الهائلة التي أقدمت عليها أجهزة الأمن السعودية بحرفية ومهارة تضيف إنجازا جديدا وناصعا لها في حربها المستمرة على الفئة الباغية (وأنا أصر على تسميتها بالباغية وليست الضالة، فالضلال مرة ويتم إصلاحهم ونشر الفكر السليم ولكن ما يقومون به هو عدوان متواصل وجب قتاله بحسب الأمر الإلهي في القرآن الكريم).

وبحسب تصريحات المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، فهناك علاقة وطيدة بين أفراد المجموعة الإرهابية التي تم إلقاء القبض عليها وبين تنظيم القاعدة باليمن وأيضا مع الحوثيين، وهو ما كان يردد من قبل وأتت الأدلة الدامغة الآن لتؤكد ذلك.

وليس من باب الصدفة ولا الحظ أن يكون الإيقاع بهذه الفئة الإرهابية متزامنا مع صدور سلسلة الفتاوى الغريبة التي تظهر بين الحين والآخر، في تصعيد خطابي بغيض، وتواصل سقوط أفراد وعصابات الإرهاب واستمرار وجود شبان سعوديين بأعداد كبيرة بينهم، إذ لا بد من الربط بين المعارك الأمنية الفائقة النجاح التي تقودها وزارة الداخلية بقوة وببسالة وبين المعارك الفكرية التي تبقي وتيرة النجاح فيها بعيدة ومتفاوتة على أفضل تقدير، حيث «الاعتراض» الجاد على هذه الآراء يبقى محصورا في وجوه «دينية محددة» ومكررة، وهناك صمت مخيف من البعض الآخر، قد يفسر لدى أفراد معسكرات أخرى متعاطفة مع الآراء المتشددة بأنه «صمت الرضا» وهذا لعمري كارثة.

الساكت عن الحق شيطان أخرس كما يعلمنا النبي الكريم، عليه أفضل صلاة وأتم تسليم، وليس هناك حق أوضح من الصالح العام ودرء الفتن ومواجهة الآراء الشاذة التي تبيح القتل وإسالة الدماء والتعدي على حرمات الله والمساس ببيته الحرام!

هناك فروقات كبيرة وشاسعة بين طالب العلم وطالب الشهرة، والمشكلة أن طالب الشهرة هذا يتحول إلى وقود لنيران الإرهاب يتبنى آراءه الشباب «الملغمون» بالحماس والفكر المسموم وهذه صفة مضمونة للهلاك.

مبروك للسعودية هذا الخبر والانتصار المبين في جولة جديدة من الحرب على الإرهاب ويبقى الاحتفال بانتصارات واضحة في جولات الحرب الفكرية! «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا».

[email protected]