هذا المجرم الإنساني: امسكوه!

TT

الاسم: عبد الرحمن زيتون. أميركي من أصل سوري.

الإثم: مساعدة الغرقى والأطفال والكلاب من إعصار سنة 2005 في أميركا.

هذا المواطن العربي الأصل كان عنده قارب من المطاط حمل فيه إلى بر الأمان كل الذين صادفهم وقد طردهم الطوفان من بيوتهم بعد أن هدمها وراءهم. وهو لا يعرف كم عدد الذين أنقذهم لوجه الله.. حتى الكلاب كان يفتح الثلاجات في البيوت الغارقة ويقدم لها اللحم. وقد شهد بذلك المئات واتفقوا فيما بينهم على الاحتفال بهذا الرجل وعمل تمثال له نموذجا على التسامح والإنسانية والتضحية من أجل من لا يعرف من البشر. يعرف ضعفهم وحاجتهم إليه.

وفجأة وجد هذا الرجل عددا من رجال المباحث الفيدرالية الأميركية يحيطون به ويسحبونه إلى زنزانة انفرادية. والتهمة أنه من رجال «القاعدة». رغم كل الذي قام به من أجل الإنسانية ومرضاة الله. ليس هو فقط وإنما زوجته أيضا. التي تحولت إلى الإسلام.. حاول كثيرون أن يعرفوا. لا جواب عند أحد. لا جريمة ولا إن كانت الأسباب التي أدت إلى اعتقاله صحيحة أم مفبركة. ولكن تهمته أنه عربي الأصل مسلم الدين وأنه أفلح في إقناع زوجته بأن تكون مسلمة.

إذن هو رجل يبشر بالإسلام ويتظاهر بأنه إنساني. إذن هو من أتباع بن لادن. ومكانه معروف وعقابه أيضا. ولا أحد في أميركا يستطيع أن ينقذه. يكفي أنه عربي مسلم حاول أن ينشر الإسلام بسلوكه الإنساني. يعني أنه جاسوس أو مجرم تحت التمرين.. أو إرهابي في انتظار الأوامر للقفز على أميركا. وأوامر «القاعدة»: اقتل أميركيا تدخل الجنة. وكانت الأوامر قبل ذلك اقتل فلسطينيا تدخل الجنة. انتهت القصة التي يعرفها الناس. وبدأت المأساة التي لا يعرفها أحد!