«الغرزة» الكبيرة..!

TT

الناس مختلفة باختلاف «أنفاسها»، والمهم القدرة على «التكيف» مع التغيير. مجموعة من الأخبار التي اطلعت عليها في مرة واحدة وعبر وسائل مختلفة حاولت أن أربطها ببعض لأجل أن «أفهم» وتبين لي أن ما يجمع هذه الأخبار معا أكثر مما يفرقها. سأشرح..

يشكو قادة الشرطة الفيدرالية بالولايات المتحدة من ازدياد مجاميع الكراهية وارتفاع رسائل التهديد (بلغ اليوم عدد هذه المجاميع 512 (منذ 149 عاما) علما بأن 127 منها تصنف كميليشيات مسلحة). وأخطر هذه المجاميع هي مجموعة تسمى «هوتاري» وتقع في ولايات ميتشغان وإنديانا وأوهايو، ولها أعضاء بالآلاف، وجميعهم مدربون على السلاح، ومنهم جنود شاركوا في حروب الخليج. مؤخرا صرحوا على موقعهم الإلكتروني بأن عليهم أن يعدوا العدة للحرب الكبرى ضد حكومة البيت الأبيض ومواجهة المسيح الدجال. وباعتقادهم أن المسيح الدجال هو «خافيير سولانا» (السكرتير الأسبق لحلف الناتو والدبلوماسي الأوروبي المتقاعد). والمصيبة أن هناك الآلاف ممن يصدق هذا الهراء!

وإذا كان هناك تاريخ معيب في المبالغة والزهد في الصدق فيما يخص المواقف والبيانات العسكرية والسياسية في التراث السياسي العربي القريب، أفرز أحمد سعيد وحسنين هيكل وسعيد الصحاف، فإن ما يقوم به المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي أفيتيشان ادرائي يعتبر تفوقا على النفس وكذبا على كذب. فهو يقر ويحمل السلطة الفلسطينية «قصورها في إدارة شؤونها على أرضها»، وبعدها في نفس الجملة يقول: «لن نرضى بالعدو على أرضنا». دولة بنيت على كذبة حتى تحول الكذب في عروقها.

وهناك مهازل ما يحدث في الكنيسة الكاثوليكية بروما والمطالبة الصريحة من بعض القساوسة باستقالة البابا لتغاضيه عن معاقبة القساوسة الذين اعتدوا على الأطفال جنسيا، وكان هو على علم بذلك، ومع هذا تغاضى عن فصلهم أو معاقبتهم، وبالتالي حملوه اليوم المسؤولية عما حدث.

الكنيسة هي أكبر موظف للناس في العالم (بحسب عدد من يعملون لديها) وهي واحدة من أغنى الهيئات، بالنظر لما تملكه من أصول وأراض وأوقاف ونقود. وعليه، فلا بد أن تخضع لمعايير مراقبة وتدقيق وألا يسمح بممارسات خاطئة باسم الدين أو باسم المال. هذا ما يطرح الآن بقوة.

وهناك أيضا حديث عن برنامج تلفزيوني يصور من القدس ثم يتضح أنه لا فرق بين القدس وشارع فلسطين بجدة أو تلة بعمان مطلة على رام الله، وكله عند العرب سلطة وحديث ممل عن المواجهة الكبرى بين الاختلاط «العارض» والاعتراض «الخالط» ينقلب إلى فاصل من الردح غير المحترم (وكأنه يوجد ردح محترم أصلا!).

إنه مشهد عالمي موتور، حاولوا ربطه وفهمه من دون التأكد أن العالم يمر بمرحلة من السلطنة السياسية تغيب فيها العقول تماما. ويكفي القول إن الأغنية الأكثر استماعا في العالم العربي اليوم تقول كلماتها «أنا مش خرنج.. أنا كينج كونج».. وسلامتكم.

[email protected]