طلاب البعثات العرب والتصنيف العالمي لجامعاتهم

TT

مما لا شك فيه أن من أهم المعايير التي تستخدم في التصنيف العالمي للجامعات وتحدد مكانتها العالمية هو جودة البحث العلمي ونشر نتائجه في مجلات ذات مستوى علمي متميز. وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أن 35% أو أكثر من البحوث المنشورة في مجلات ذات مستوى متميز هي في الأصل نتائج أطروحات ماجستير ودكتوراه. من هنا تأتي أهمية الدور الفعال الذي يمكن أن يلعبه طلاب البعثات العرب الدارسون وهم بأعداد كبيرة في الجامعات المتقدمة، وذلك بنشر أطروحاتهم مع مشرفي دراستهم، وذلك خلال دراستهم أو بعد الانتهاء منها في مجلات علمية مرموقة ووضع أسماء جامعاتهم التي ابتعثتهم للدراسة على البحث وذلك سوف يسهم:

أولا: في رفع السمعة العلمية للجامعات الأم.

ثانيا: يعطي للطالب خبرة في كيفية نشر بحوثه التي تختلف عن كتابة الأطروحة فنيا.

ثالثا: يساعد في نشر المعلومات وعدم بقائها على رفوف المكتبات.

رابعا: يعطي الطالب الثقة بالنفس للنشر في المستقبل.

ولكن مع الأسف ليست هناك أية استراتيجية لتشجيع الطلاب العرب على نشر أطروحاتهم وتحقيق هذه الأهداف المهمة، ولذلك فإن هناك عددا قليلا جدا من الطلاب العرب من يقوم بمهمة نشر أطروحاتهم، وهذا ما يلاحظه مشرفو الدراسات العليا. فعلى سبيل المثال يحرص الطالب البريطاني والأميركي وغيرهما على نشر أطروحته لأن ذلك يساعده في الحصول على عمل كباحث بعد الانتهاء من دراسته. وتفضل الجامعات الطلاب الذين عندهم خبرة نشر على غيرهم عند إعطاء فرص العمل. لذا فقد آن الأوان:

أولا: أن نشجع طلبتنا الدارسين في الجامعات المتقدمة على نشر أطروحاتهم بإيجاد كل المحفزات المادية والوظيفية، ولعل أهمها اعتبار نشر الأطروحة في مجلات ذات مكانة علمية، جزءا من الترقية العلمية أو جزءا من الدرجة العلمية والوظيفية الممنوحة للطالب عند عودته، وكذلك المساهمة في مكافأة هؤلاء الطلاب ماديا.

ثانيا: يجب التركيز على بقاء طلاب البعثات في اتصال مباشر مع المجاميع العلمية التي يعملون فيها في الجامعات المتقدمة والتواصل العلمي حتى بعد رجوعهم إلى بلادهم، حيث سوف يسهم ذلك في استمرارية العطاء والاستفادة المباشرة من الكادر الأكاديمي.

ثالثا: تشجيع طلاب البعثات لحضور المؤتمرات وإلقاء بحوثهم فيها مما يسهم في تطوير قابلياتهم وحضور مباشر لجامعاتهم الأم.

لعل من قال «التعليم، اصرف عليه يصرف عليك» كان محقا جدا.

*بروفسور بجامعة كارديف في ويلز ببريطانيا