ولكن.. اعتذر!

TT

شخصية عربية كبيرة طلب مشاهدة التماثيل الجنسية الفرعونية من دون أن يراه أحد. ممكن. ذهبت إلى وزير الثقافة فاروق حسنى.. ووافق وطلب مني مدير المتحف مبلغا من المال. وقبل الموعد بعد خروج الناس بساعة ذهبت فوجدت عددا كبيرا من رجال الأمن.. خمسون.. يعرفون أن شخصية عربية كبيرة جاء ليتفرج على التماثيل الجنسية عند الفراعنة. فضيحة؟ مؤكد!

واتصلت به وطلبت منه إلا يجيء.. واعتذر.

وأجدادنا الفراعنة ينظرون إلى الجنس على أنه صورة حياة. يعني أنه الطريقة الوحيدة ليكون لنا أولاد وبنات. ولذلك كانوا ينظرون إلى الجنس بكثير من الاحترام. وإن كانوا في بعض الأحيان يتركون نقوشا لعمليات جنسية. ولم يكن الهدف عندهم الإثارة وإنما التسجيل التاريخي.

وفي متحف مدينة تورينو الإيطالية ورقة من البردي عليها رجل ونساء في أوضاع جنسية شديدة الوضوح كأنها رسومات تشريحية.

ومن الغريب أن الفراعنة إذا اضطروا إلى استخدام كلمة يرون أنها نابية أو بذيئة يكتبونها باللون الأحمر.. وإذا قرأت أعمالهم الأدبية أو قصائد الغزل الرقيق عندهم فإنه يصدك عن أن تفعل شيئا أو تتحرك لما يقول. فهو ينادي البنت ويقول لها:

«يا أختي.. أنت جميلة.. يا أختي إن قوامك شغلني عن نفسي.. وإن قربك قد أذابني، فلم أعرف لي رأسا من قدمين.. ماذا صنعت بي يا أختي العزيزة.. يا أختي الطيبة النبيلة الشريفة»!

أن ظهور كلمة «أختي» تجعلك تحس أنه يتحدث عن أخته وعن أمه.. ولكن مثل هذه العلاقة المكروهة في كل الحضارات تصدمك لأنها جنسية مستحيلة!