وداعا يا أعظم عين اخترعها الإنسان!

TT

لم يغمض له جفن منذ سنة 1990. وقد رأينا بعيونه متى خلق الله هذا الكون. وهــــــــــــــــو الذي صور لنا البيئة التي كان عليها الكــــــــــــــون بعد ميلاده بثانية واحدة.

وهو الذي اكتشــــــــــــــــــــف لنا الطاقة الســــــــــــــــــــوداء - أي التي كانت قبل أن يخلق الله هذا الكــــــــــــــــــــون.. وهذا الكون قد ولد من ذرة صغيرة جدا جـــــــــــــدا (يمكن تكرار كلمة جدا مليون مــــــــــــــــرة). وهو الذي قال لنا إن هذا الكـــــــــــــون يتــــــــــــــــمدد ويزداد اتساعا.. كل لحظة.. إلى أين؟ لا نعرف. من أين؟ لا نعرف.

وسوف يحال إلى المعاش سنة 2014، إنه المرصد المداري الشهير «هابل» - تيمنا باسم العالم الفلكي هابل. ولما جاءت الصور التي بعث بها إلى محطات المتابعة الأرضية لاحظ العلماء أن في الصور عيبا.. وأن بها ملليمترات غير واضحة.

إذن فالعدسة التي قطرها ثــــــــلاثة أمتار ليست في وضعها الصحيح. فأرسلوا إلى مرصد هابل عددا من رواد الفضاء لتصويب زوايـــــــــــــا الميل في السنوات 93 و97 و99 من القرن العشرين وسنة 2003.. فقد أضـــــــــافوا أدوات حديثــــة إلى هذا المرصد الذي أرسل إلى الأرض أكثر من مليــــــــــون صورة - وأنا أحمد الله أن كان من نصيبي ألف صورة. هذه الصور ذات الروعـــــــــــة والجلال تجعــــــــــلني كلما رأيتها أقول: الله أكبر.. الله أعظم.. سبحانك ربي ما خـــــــلقت هذا بــــــاطلا.