خمسون عاما على غرفة العاصمة!

TT

تحتفل السعودية اليوم بمرور خمسين عاما على تأسيس الغرفة التجارية الصناعية في عاصمة بلادهم، الرياض. خمسة عقود من الزمان كانت فيها غرفة الرياض مرآة لتطور الاقتصاد السعودي نفسه بشكل عام. غرفة الرياض هي اليوم في قلب الحراك الاقتصادي في عاصمة العرب الاقتصادية، وهي تحتفل اليوم بعيدها الكبير في موقع مركز المعارض الدولي الجديد، وهو صرح مبهر نجحت الغرفة في تسهيل فرصة الاستثمار فيه، وحققت للعاصمة إنجازا يحسب لها، سيمكنها حتما لتكون نقطة جذب رئيسية للمعارض والمؤتمرات الكبرى، تنافس فيها المدن الإقليمية الأخرى في دول الجوار، وخصوصا أنه يقع في قلب الاقتصاد العربي الأكبر.

غرفة الرياض، التي بدأت بشكل مبسط، سرعان ما تعاملت مع المتغيرات والمتطلبات الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد، فاستوعبت من قدم للعاصمة وتمركز بها، فاحتضنت من جاء إليها من القصيم وحائل، ومن المدينة والمنطقة الشرقية والجنوب والشمال، وتوسعت أنشطة الغرفة لتشمل قطاعات متنامية مستجدة، كالقطاعات الزراعية وقطاعات السياحة والأوراق المالية، وغيرها، واهتمت بالمؤتمرات والتدريب اهتماما واضحا. والحق يقال هنا.. إن الغرفة ما كانت لتنجح هذا النجاح المهم من دون رؤية وإدارة وقيادة أمير منطقة الرياض الاستثنائي، سلمان بن عبد العزيز، الذي مكن للرياض أن تكون مركزا جاذبا للاستثمار، فهيأ المناطق الصناعية المناسبة لجذب الاستثمارات الصناعية الكبرى، وكذلك أنشأ أهم قصة نجاح للبنية التحتية لمدينة سعودية فيها تخطيط دقيق أسفر عن شبكة مهمة من الأنفاق والجسور والطرق وتكامل في الكهرباء وشبكة الصرف الصحي تغبطها عليها سائر المدن السعودية. والرياض لم تكتف بذلك، فهي قد أنشأت الأحياء المتكاملة الواحد تلو الآخر بشكل جاذب ومؤثر وفعال، فالكل شاهد قصة المترو، الذي من المتوقع أن يسهم بشكل ملموس ومباشر في تخفيف حدة الاختناق المروري وتحسين انسيابه، وهم أيضا في انتظار خطوط السكك الحديدية الحيوية التي ستربط الرياض بالمنطقة الغربية من البلاد، لتسهم في تحسين انتقال الركاب والبضائع، ولتخفف الضغط على خدمات الطيران، التي وصلت لحدود صعبة.. كل ذلك مكن الرياض من أن تجذب أهم شركات المعاملات المالية والبنوك، وكذلك شركات التأمين والاتصالات، وهذه الشريحة تتطلع إلى افتتاح مركز الملك عبد الله المالي، الذي سيكون قلب الرياض المالي، ونقطة وجود لكبرى الشركات المالية والاتصالات والخدمات المصاحبة والمساندة لها بالبلاد. هذه النوعية من القيادة والرؤية كانت عنصر دعم لا يمكن إنكاره وفرصة تمكين لقطاع الأعمال للعمل والإنتاج مكنت من أن تكون غرفة الرياض مرآة لتطور الاقتصاد السعودي ككل. واليوم، هناك طفرة خدمية وعقارية وفندقية لا يمكن إغفالها في الرياض. أعداد من الفنادق الكبرى تستعد للافتتاح، نظرا إلى الطلبات الكبرى على الإقامة في المدينة، وكذلك المحال والمطاعم ومبان مكتبية تنطلق بشكل فخم وجذاب، مع عدم إغفال الأسواق والمحال المتنوعة الأخرى. احتفال الغرفة التجارية في الرياض بمرور 50 عاما على إنشائها مناسبة وضيئة جميلة للسعوديين تستحق التهنئة والاحتفال، ولكنها في حقيقة الأمر إنجاز جديد يضاف إلى الرياض وأميرها الاستثنائي.

[email protected]