مرض العصر: خيبة الأمل!

TT

في العدد الأخير من مجلة «علم النفس» الأميركية بحث طويل عريض عميق استغرق شهورا واستمعوا فيه لرأي ألفين من الشباب الصغار والكبار والمتزوجين والعاطلين. واستراح البروفسور أرنولد غولد سميث من جامعة هارفارد إلى أن مرض العصر في معظم الدول، أو كما يسميه الألمان، فلت اشرتس welt schmerzأي خيبة الأمل.. الإحباط.. الانهزام.. اليأس من أي أمل في النجاة..

تماما كما كتب الشاعر الإيطالي دانتي على باب جهنم هذه العبارة: «أيها الداخلون اتركوا وراءكم أي أمل في النجاة!».

ويقول البروفسور غولد سميث: إن هناك آمالا عريضة في الدين والسياسة والاقتصاد.. كما أن هناك آمالا شخصية صغيرة أو كبيرة. وكل هذه الأحلام يكتسحها شعور بالخيبة.. شعور بالفشل.. مع أن الكثيرين لم يحاولوا شيئا. ويقول: إن هناك أنواعا من المخدرات أو المسكنات تغلق باب الأمل في المستقبل دون أي محاولة.. والمعنى أن هناك شعورا بالفشل قبل المحاولة وأثناء المحاولة وبعدها أيضا. وأن هذا واضح عند الشباب. ولذلك كان من السهل أن يقعوا في مصيدة التطرف الديني والمخدرات والجنس والإرهاب.. والخوف من كل ذلك!

أو بعبارة أخرى: إن هناك شعورا بأن الفشل مؤكد. ولذلك لا داعي للمحاولة.. أو أن الفشل نهاية كل محاولة. وأن الإنسان مهما حاول ونجح فمصيره أن يفشل. وما دام الفشل هو البداية والنهاية فلا داعي لأن يحاول الإنسان أن يفعل أي شيء. وأن يبقى جامدا كأنه مات.. وأنه يجب أن يتلقى العزاء في نفسه.. وكل الناس!