إذا كان هذا هو الحمار فأين الحكيم؟!

TT

أراد أحد المؤلفين أن يعلن من أول لحظة أنه لم يجد ما يقوله: فأصدر كتابا أبيض.. الغلاف أبيض بلا كلام.. وبقية صفحات الكتاب بيضاء. والمعنى: لم أجد ما أقوله.. فقلت هذا الذي تراه أو تستنتجه.

وفي يوم كنت أمشي في شوارع دمشق فتوقفت عند إحدى المكتبات وأمعنت النظر فقرأت اسمي على كتاب متوسط الحجم بنفسجي اللون.. وعنوان الكتاب «وحدي (و) مع الآخرين). وقفت مدهوشا متى صدر هذا الكتاب وكيف ومن الذي جمع مقالاته وجعل عنوانه مختلفا عن الذي اتخذته من قبل عنوانا لسلسلة من المقالات صدرت سنة 1958.

أما الذي أضاف حرف «الواو» فتغير المعنى فهو الشاعر كامل الشناوي.

أنا أردت أن أقول إنني وحدي رغم وجود الآخرين.. وحدي مع الآخرين. ولكن إضافة حرف «الواو» أسقطت المعني الذي أردت.. فالمعني بعد الواو هو هكذا: أنا وحدي وأنا مع الآخرين.. مرة وأنا وحدي ومرة وأنا مع الناس..

وعندما جمع توفيق الحكيم عددا من المقالات في كتاب سأل أصدقاءه ماذا يضعون عنوانا لهذه المقالات فاختار كل واحد اسما: مقالات عن الحمار.. مقالات حمار يقلد توفيق الحكيم.. واختار الأستاذ الكبير مصطفي أمين الغلاف الذي جلس فيه توفيق الحكيم على مقعد وأعطى أذنيه للحمار.. أما العنوان الذي اختاره فهو: اختبر ذكاءك أيهما توفيق الحكيم.

وضحك توفيق الحكيم وقال: «لم يبق إلا أن أختار أنا عنوانا لكتابي فأنا أكثر دراية بما جاء بين دفتيه. العنوان هو: أنا الاثنان معا.. أي الحكيم والحمار»..