إنني وما أملك لبلادي

TT

يروى أنه عندما تقدم نابليون نحو الأراضي الروسية بقصد احتلالها، صادف فلاحا يعمل بمنجله في أحد الحقول، فسأله عن أقرب الطرق المؤدية إلى إحدى البلدات بعد أن أعلن له عن شخصيته، فقال له الفلاح ساخرا: «ومن نابليون هذا؟.. إنني لا أعرفه!». فقال نابليون غاضبا: «سوف أجعلك تعرف من أنا».

ثم نادى أحد الضباط وأمره بأن يسخن قطعة من المعدن على هيئة حرف «N» الذي يبدأ به اسم نابليون حتى درجة الاحمرار ثم يلصقها بذراعه اليسرى.

وبعد أن تم لنابليون ما أراد، هوى الفلاح بالمنجل على ذراعه من عند الرسغ وقطعها، وقال لنابليون والدم ينزف منه: «خير لي أن أموت أو أحيا بذراع واحدة من أن أعيش بجسم تلوث بالحرف الأول من اسمك.. إنني وما أملك لبلادي».

ذهل نابليون من رد فعل هذا الفلاح، فصاح في جنوده أن يحضروا الزيت، ويقوموا بغليه، ويغمروا البقية الباقية من يده فيه، لإيقاف النزيف، قائلا لهم: «حرام أن يموت رجل يملك هذه الشجاعة وهذه الوطنية»، لكنهم إلى أن أحضروا الزيت وقاموا بغليه كان الفلاح قد نزف دما كثيرا، وما هي إلا دقائق حتى لفظ أنفاسه.

وحزن نابليون عليه حزنا شديدا لدرجة أنه أمر بحفر قبر له يدفن فيه، ومكث في المكان نفسه عدة أيام، وقبل أن يغادر وضع قبعته الشخصية على القبر وتركها تكريما وتقديرا لذلك الفلاح الجريء.

وأمر قواته بأن تتجاوز تلك القرية ولا تدخلها أبدا.

***

ما أروع ذلك المثل الهندي القائل: «سافرت إلى دلهي والتقيت في طريقي بمائة إنسان، وكانوا جميعا إخوتي».

***

أعجبني قول أحدهم وهو يتغزل في محبوبته، وذلك عندما قال لها: «سأقيم على حبك يا حياتي، حتى الوقت الذي أرى فيه هذا الخال الذي على صفحة خدك يتحول إلى (ثألول)».

والغريب أن محبوبته (الخبلة) تلك، عندما سمعت غزله (الملغوم) ذاك، أخذت «تترقوص» و«تتغنّج» من شدة الحب.

[email protected]