العروس 100 سنة.. والعريس 141 سنة

TT

في بداية مرحلة دراسية، قدر لي أن أسكن برفقة أحد الطلبة العرب عند عائلة أوروبية، وكان ذلك الطالب فيه شيء من الجلافة وعدم اللباقة (رغم أنه «على نياته»)، وكثيرا ما كان يدخل على الجالسين من دون أي سلام، ويفتح أي باب من دون استئذان، فقالت له ربة الأسرة وهي امرأة مسنة ووقورة، تريد أن تنبهه وتعلمه حسن الأدب (والإتيكيت): «عليك يا بني أن تقرع الباب أولا وتسمع الجواب قبل أن تدخل، فقد يكون في داخل الغرفة إنسان متجرد من ثيابه».

فقال لها وهو واثق من كلامه: «لا، اطمئني يا سيدتي فإنني لا أدخل قبل أن أنظر من ثقب الباب وأتأكد».

ولا أدري هل قال لها ذلك من باب المزاح أم أنه يعني ما يقول!.. ولا أستبعد أبدا أنه الاحتمال الثاني، لأنني بعدها شاهدته بالصدفة وهو ينظر من ثقب باب أحد الحمامات، ومن حسن الحظ أن الحمام كان خاليا.

***

وصلتني دعوة من أحدهم لحضور مناسبة زواجه، وما أكثر ما تصلني مثل هذه الدعوات ولا أذهب إليها، ليس تكبرا، لكن لأنني لست «غاوي نكد».

وقبل أيام كنت جالسا مع بعض المعارف، وإذا بأحدهم يأتي بسيرة العريس صاحب الدعوة، وأخذ البعض يتهكم عليه وينتقده، والبعض الآخر يحسده ويتمنى لو أنه يستطيع أن يفعل ما فعل، ولكي تكونوا في الصورة، لا بد أن أوضح لكم أن العريس توفيت زوجته قبل سنوات وأصبح أرملا، وقد صام، صام، صام، وعندما أفطر، أفطر على قطعة «شوكولاته»، إذ إنه سوف يدخل بعروس لا يتجاوز عمرها 22 سنة، في حين أنه بلغ 63 سنة، ففارق العمر بينهما أكثر من شاسع.

وتدخل أحد الحاضرين موجها كلامه للمنتقدين قائلا لهم: «فما وجه العجب في ذلك؟! فيوم أن تبلغ زوجته (100 سنة)، فلن يزيد عمره هو على (141 سنة).

***

«يحس بعض الناس بالعزلة، لأنهم يبنون أسوارا بدلا من الجسور»..

- إذا أردت أن تحس بالعزلة التامة فاحفر «نفقا»، واستمر بالحفر ولا تنهه أبدا، حتى يأتي عزرائيل ليأخذ روحك.

***

«إن اللغة الحقيقية في العالم هي القبلة»..

- هذا يتوقف على من نقبله!.. فقبلة عن قبلة تفرق، وشفايف عن شفايف «تفرقين».

[email protected]