كليوباترا التي غيرت بحبها وجمالها مجرى التاريخ!

TT

هي صاحبة أشهر قصة حب في التاريخ المصري.. إنها تلك العاشقة التي كتب عنها شكسبير روايته الشهيرة «أنطونيو وكليوباترا».. هل عرفتموها؟

إنها الملكة المصرية «كليوباترا» الساحرة التي أوقعت في غرامها أقوى رجلين في العالم القديم «يوليوس قيصر» ومن بعده «مارك أنطونيو»، وصارت قصة حبها مع الأخير ضمن قصص أشهر العشاق في التاريخ القديم.. أما ما لا يعرفه الكثيرون هو أن عشاق الملكة «كليوباترا» لم ينقطعوا بوفاتها ولم ينتهوا عن عشقها بعد مرور ألفي عام على موتها.

وقد ظل كثير من المؤرخين والكتاب ممن جاءوا بعد عصر «كليوباترا» يكتبون عنها بكل حب وعشق حتى صارت مثالا للأنثى، ووجد فيها كل رجل ما يحبه في المرأة..

ولعل أعظم من وقع في حب «كليوباترا» بعد وفاتها أمير الشعراء أحمد شوقي الذي كتب رائعته المسرحية «مصرع كليوباترا».. تخيلها ملكة عظيمة مسيطرة أكثر دهاء من أعظم الرجال، استطاعت أن تهز عرش الإمبراطورية الرومانية وذهبت ضحية لجاذبيتها وذكائها.

وتغنى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بأشعار شوقي؛ ومن ضمنها رائعته «كليوباترا»، تلك القصيدة التي تجعلك تتصور إنسانة شديدة الجمال والجاذبية، وليست مجرد ملكة عادية جلست على العرش بعد وفاة أبيها.

وكثيرون لا يعرفون أن حبي للملكة «كليوباترا» قد نبع من خلال ما قرأته عنها، سواء كان تاريخا أو أدبا أو شعرا، وعندما التحقت بجامعة الإسكندرية كي أدرس في القسم اليوناني الروماني وجدت أستاذي العظيم فوزي الفخراني يتحدث عن الملكة كما لو كان يتحدث عن ملكة متوجة على عرش الجمال قبل عرش السياسة والحكم، وكثيرا ما تحدثنا عن «كليوباترا».. قصة حياتها وموتها والمكان الذي دفنت فيه.. وتبدأ القصة بوفاة «بطليموس الثاني عشر» الملقب بـ«بطليموس الزمار» وقد ترك ابنتين وهما «كليوباترا» و«أرسنوي»، وولدين هما «بطليموس الثالث عشر» و«بطليموس الرابع عشر».. وقد حدث نزاع بين «كليوباترا» وأخيها «بطليموس الثالث عشر» على الحكم، حيث كانت وصية أبيهما أن يحكما معا، خاصة أن «بطليموس الثالث عشر» لم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره، بينما كانت «كليوباترا» في نحو الرابعة عشرة، وكان هناك أوصياء على العرش يتولون حكم البلاد وقيادة الجيش والشؤون المالية، وكانوا في صراع دائم، يحاول كل منهم أن يستميل إما الملك الطفل أو الملكة الشابة إلى صفه، وانتهى الأمر بطرد «كليوباترا» من القصر. وفي ذلك الوقت كان الصراع بين «بومبي» و«يوليوس قيصر» على أشده، وانتهى بخسارة الأول الذي لجأ إلى مصر ظنا منه أنه سيجد الأمان هناك، إلا أن رجال الملك الطفل أوعزوا إليه بقتل «بومبي» لإسعاد غريمه «يوليوس قيصر» المنتصر، فقطعوا رأس «بومبي» وقدموه هدية إلى «يوليوس قيصر» الذي كره هذا الفعل لأنه لا يأتي من رجال ولأن الأبطال لا يفعلون ذلك أبدا.

ولقد أشعلت المقابلة الأولى بين «يوليوس قيصر» والملكة الجميلة «كليوباترا» شرارة الحب في قلب القائد العسكري الكبير وجعلته يرجئ عودته إلى روما ويتمتع بإقامة ساحرة يزور فيها آثار مصر الفرعونية مع الملكة الجميلة «كليوباترا».. وقد حاول «يوليوس قيصر» في البداية التوفيق بين الملكة وأخيها، إلا أن الأحداث تطورت بشكل سريع في روما وبدأت أطماع الإمبراطورية الرومانية تكشف عن وجهها تجاه مصر - سلة غذاء العالم القديم في ذلك الوقت - ويدخل اسم «كليوباترا» في كل الوثائق المهمة التي غيرت صورة العالم القديم.. وتستمر القصة.