اسمي خان.. أنا لست إرهابيا

TT

أعتقد أن الفيلم الهندي الرائع «اسمي خان» يمثل الانتصار العقلاني الأهم على الصورة السلبية للمسلم، التي تنامت في الغرب بعد حادثة 11 سبتمبر (أيلول)، ولو شاهد الفيلم خصوم السينما لأدركوا أي قوة خيّرة يمتلكها هذا الفن لو أحسن استغلاله وتوجيهه، فهذا الفيلم يمثل رحلة شاب هندي مسلم مصاب بالتوحد، حظي بتربية أم حكيمة، ارتقت في تربيته على كل مثالب التعصب والعنصرية والطائفية، فهي تقسم الناس إلى قسمين، لا ثالث لهما: أخيار وأشرار.

تدور جل أحداث الفيلم في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يحاصر الشك الشاب بعد أحداث سبتمبر بناء على اسمه وسحنته، فيعبر عن ذاته بلازمته الشهيرة «اسمي خان.. أنا لست إرهابيا». أحداث وحوادث كثيرة تمر على الشاب المغترب، فيتمكن بنقائه من التغلب على الصورة السلبية التي ارتسمت في أذهان البعض هناك، ويتمكن في النهاية من الوصول إلى رئيس الولايات المتحدة الأميركية ليبلغه رسالته الجوهرية «اسمي خان.. أنا لست إرهابيا».

تذكرت هذا الفيلم الذي شاهدته قبل بضعة شهور، وأنا أقارنه بعدد من الأفلام العربية التي ننتجها كل عام، وجلها لا يحمل همّا ولا قضية، تذكرت هذا الفيلم وأنا أستحضر ملايين الدولارات التي أنفقت لتحسين الصورة، دون أن تصل إلى غاياتها، بينما يأتي فيلم هندي مثل «اسمي خان» ليحقق من خلال الفن انتشارا لرسالته بين ملايين الأميركيين وغيرهم ممن شاهدوه، فمهما كانت جنسيتك، أو موقفك، أو قناعتك، فأنت تخرج من الفيلم مكتسبا حالة من التعاطف مع أغراض الفيلم، وغاياته، وعدالة قضيته، المتمثلة في التجربة الإنسانية التي عاشها خان لينفي عن نفسه كمسلم صفة الإرهاب، واستحق هذا الفيلم (اسمي خان) أن يحتفي به العالم، فاحتضنه الكثير من دور العرض في مختلف أنحاء الدنيا، وكتب عنه ما لم يكتب عن الكثير من الأفلام الغربية الشهيرة، وكنا ونحن جزء من القضية التي يحملها الفيلم آخر من يعلم.

وأنا أدعو هنا كل الذين يقفون من السينما، هذا الفن العظيم، موقفا سلبيا أن يشاهدوا هذا الفيلم ليدركوا أن السينما ليست «رقصا وهز وسط»، ولكنها فن عظيم يمكن أن تكون له رسالته السامية، وأهدافه المثالية.

[email protected]