كانت هناك صعوبتان!

TT

أخيرا صدرت مذكرات «زوجة دستوفيسكي»، وهي سيدة ألمانية، أحبته بجنون، ولذلك احتملت سلوكياته الشاذة العنيفة.. وقد كان من الممكن أن يقتل نفسه ألف مرة لولا هذه السيدة المؤمنة بعبقريته.

وكان دستوفيسكي مصابا بالصرع، وتنتابه نوبات عنيفة، وكان يحاول أن يحطم أي شيء، لكنها كانت تصر على أن تتلقاه في حضنها.. لكن لم تكن تقوى عليه معظم الوقت، فهو مفتول العضلات، وكانت تحاول أن تمنعه من أن يقتل نفسه أو يلقي بنفسه من النافذة، وإنما تتركه على الأرض يرغي ويزبد، وبعد ساعة يهدأ كأن شيئا لم يكن، بعد أن يكون قد أفرغ كل ما لديه من قوة وفي حاجة إلى أن ينام.. وكانت تجعله ينام على صدرها.

ويقال إن يوليوس قيصر كان مصابا بالصرع.

أما الإسكندر الأكبر فكانت تنتابه حالة من الصرع وهو وسط الفتيات الكثيرات.. وأكثرهن فارسيات وهنديات.. وكان يطلق عليهن سيفه ثم يرتمي على الأرض. أما بنات الإغريق فقد عرفن ذلك، ورأينه كثيرا، فكن يتركن الإسكندر في أيدي من لا يعرفنه من البنات اللاتي فضلهن على بنات الإغريق.

ويقال إن كاتبنا المصري يوسف إدريس كان يصاب بمثل هذه الحالات.. ويقال إنه في آخر أيامه قد استأجر شقة وجعلها لعلاج الأمراض النفسية، والحقيقة أنها لم تكن كذلك.. ويقال إنه عندما كان يشعر بدنو نوبة الصرع كان يأوي إلى هذه الشقة.. والحمد لله كان يجد متسعا من الوقت لإغلاق الباب وكل النوافذ حتى لا يحاول في غيبة الوعي أن يلقي بنفسه من النافذة، وكان يظل ملقى على الأرض وقتا لا أحد يعرف كم بلغ، ثم بعده يفيق بعد أن يكون قد انهد حيله تماما.

تقول زوجة دستوفيسكي في مذكراتها إنها كانت تواجه صعوبتين في حياتها: الصعوبة الأولى أنه كان يملي عليها بسرعة لا تقوى على احتمالها الآلة الكاتبة.. والصعوبة الثانية أن تحاول منعه من الابتعاد إذا عاودته النوبة العنيفة!