نشرت شركة إعلانية في الخليج الإعلان التالي: «تعلن صحيفة يومية صادرة باللغة العربية، عن رغبتها في توظيف مدير تحرير يمتلك خبرة في هذا المجال (إدارة الصحف اليومية الصادرة باللغة العربية) بحيث يكون قادر (المقصود قادرا) على القيام بمهام مدير التحرير المسؤول أمام رئيس التحرير، وهيئة التحرير، والإدارة العامة للجريدة. (تابع معي) وسيكون من مهام مدير التحرير وضع تصور وخطط للجريدة والإشراف على تنفيذ هذه الصحيفة (اليومية الصادرة باللغة العربية) وغيرها من المطبوعات التابعة لنفس المؤسسة (لا تحديد لعددها وأنواعها، ولكنها بالتأكيد غير يومية، والأرجح أنها صادرة أيضا باللغة العربية) كما (هل ما زلت معنا؟) سيكون مسؤول (يقصد مسؤولا) عن عدد من الصحافيين والكتاب الذين يساهمون في الكتابة للصحيفة إلى جانب (نعم، إلى جانب) قيامه بمراجعة الأفكار والموضوعات المقترحة من جانب كتاب الجريدة، عبر تطوير هذه الأفكار لتحسين جودة محتويات الجريدة و(تابع، رجاء تابع) عناوينها (لا تنس أن الراتب يشمل تطوير العناوين، دون التحديد هنا، إذا كانت هذه عناوين الجريدة اليومية الصادرة باللغة العربية أم أيضا المطبوعات التابعة لها) بالإضافة (نعم نعم، هناك أيضا إضافة) إلى الإشراف العام على الجريدة من الناحية التحريرية والفنية».
تلك هي مسؤوليات المدير العتيد للصحيفة اليومية الصادرة باللغة العربية، فما هي المواصفات؟ الرجاء، المتابعة: يجب أن يكون شاغل الوظيفة (يقصد كافة الوظائف والمهام والمسؤوليات المشار إليها أعلاه) من الحاصلين على درجة علمية في الصحافة مع خبرة 10 سنوات على الأقل كمدير تحرير في دار للنشر تصدر صحيفة يومية (باللغة العربية) مرموقة. ويفضل أن تكون في الشرق الأوسط. (تابع، رجاء تابع) يجب أن يكون من سيقع عليه الاختيار (وليس على أي كان) شخصا مبادرا مع مهارات شخصية عالية في الإدارة الناجحة لقوة عمل متعدد الثقافات».
هل لهثت معي كفاية في قراءة هذا البيان الذي لا سابق له ولا شبيه في تاريخ الصحافة؟ إذا كنت قد تعبت فأرجو أن تهدئ روعك. أنا كتبت إلى الشركة أعتذر عن عدم توافر الكفاءة والشروط والقوة والعافية والمقدرة والطاقات البشرية وغير البشرية، للقيام بكل هذه المهمات. ظننت أن المطلوب مدير تحرير لصحيفة يومية صادرة باللغة العربية (للدقة) فإذا المطلوب إله يوناني لكل مهمة. والإعلان مخالف لألف شيء، بينها قانون العمل. حتى في كوريا الشمالية.