متى يكون الطفل رجلا؟!

TT

«الأرض كروية، والمكان الذي يبدو أنه النهاية، قد يكون مجرد بداية» - هل عمركم شاهدتم أحد الكلاب وهو يحاول أن يعض ذيله، فيأخذ يلف ويدور حول نفسه بحماس بالغ دون أن يتسنى له أن يطول ذلك، وفي نهاية المطاف ينطرح أرضا وهو يلهث من شدة التعب؟!

كذلك هي الأرض التي لا يعلم سوى الله متى سوف تنطرح من شدة الدوران والتعب، وكذلك أيضا هي البشرية التي ينطرح منها الآن وفي هذه اللحظات التي أكتب فيها هذه الكلمات، الآلاف المؤلفة من الناس من شدة الدوران والتعب، مثلهم مثل الكلاب تماما - من ناحية الحركة لا من ناحية النوع.

* *

«الموت جوعا أشرف من أن تكون عبدا متخما» - لا أريد ذلك الشرف، ولا تلك التخمة، أريد فقط أن آكل (فشارا) وأنا حر طليق.

* *

«تقضي الأم الخمسة عشر عاما الأولى في تعليم طفلها كيف يكون رجلا، ويقضي الابن الخمسة عشر عاما التالية في محاولة إقناع أمه بأنه أصبح رجلا» - ولا أدري كم من الوقت تمضيه هي لتقنع زوجها بأنها امرأة سوية، ولا تأكل البصل قبل النوم!

* *

بينما كنا نتحدث ونتجادل، وإذا بأحدنا، وكان رجلا قليل الهداية وكثير الشغب، لم يعطه الله المقدار الكافي من رجاحة العقل، أي بمعنى أنه رجل (فاسخ أو فاصخ) تكلم، ومن دون أن يسأله أحد، وقال: مشكلتي الوحيدة في القبر أنني لن أجد هناك من أعانقه.

فتصدى له أحدنا، وكان هو أكثرنا رزانة والتزاما، وقال له بحدة:

خسئت، إنك لن تجد هناك غير منكر ونكير.

* *

«بالأحجار التي نقذفها عليهم، يبني بها لنا العباقرة طرقا جديدة» - نحن ولله الحمد لا نرجم غير الأبالسة والعفاريت والشياطين، لهذا فهم يترصدون لنا في كل الطرقات يريدون الانتقام منا.

وتصديقا على كلامي هذا، ففي الليلة البارحة فاجأني عفريت في الظلام، وضربني (ركبة).

[email protected]