إطلاق أكبر مرصد صنعه الإنسان!

TT

موعدنا سنة 2014 عندما ينطلق أكبر مرصد فضائي أبدعه العلماء المهندسون الأميركان والأوروبيون على صاروخ أوروبي (أريان - 5)، وقد تكلف ثلاثة آلاف مليون دولار.. وسوف يظل يدور في الفضاء لمدة ثلاثة أشهر حتى يختار له العلماء الوضع المناسب له. والمرصد اسمه «جيمس وب»، وهو أقوى مائة مرة من مرصد «هابل» الشهير. فمرآته العاكسة 21 قدما بينما مرآة «هابل» سبعة أقدام. وهو يقع في منطقة درجة حرارتها 222 تحت الصفر، ولحمايته من الأشعة الشاردة في الكون فقد صنع له المهندسون سبع طبقات من الألمنيوم البلاستيكي.. كل طبقة في حجم ملعب التنس.

وهذا المرصد سوف ينقل لنا صور الكون بعد 350 مليون سنة من الانفجار العظيم الذي وقع منذ 13 ألف مليون سنة. وقد حاول مرصد «هابل» أن يصور لنا ذلك فلم يستطع. أما الذي سوف ينعكس على مرآة المرصد «جيمس وب» فسوف تنقله المرآة العاكسة وتبعث به إلى الأرض. وهذه أول مرة نعرف كيف تتولد النجوم وتتكون السدم. ويعتمد مرصد «جيمس وب» على الأشعة تحت الحمراء لأنها وحدها القادرة على اختراق سحب الغاز الهائلة، وهي عادة تحجب الضوء.

والعلماء يطلقون على المائة مليون سنة الأولى من عمر الكون عصر الظلمات، لأننا لا نعرف عنها شيئا، أي عصر ما قبل مرصد «وب» أيضا.

وقد رفض العلماء أن ينطلق المرصد الفضائي الكبير جدا سنة 2013، فواحد من العلماء يتشاءم من هذا الرقم، وقد ضحك العلماء لذلك. فالعالِم والمشرف على المشروع كله هو جون ماتر الحائز جائزة نوبل في الفيزياء. ودُهش العلماء والمهندسون كيف أن عالِما كبيرا بهذا الوزن يؤمن بالتفاؤل والتشاؤم وليس لهما أي أساس علمي. ولكن هذا ما حدث، واحتراما له تأجل المشروع سنة كاملة.. وكانت مفاجأة أخرى عندما أعلن أحد العلماء أنه يتشاءم من يوم 7 يوليو (تموز) - أي 7 شهر 7 - حكايات تؤكد هذا الوهم. وضحكوا واحترموا رغبته واختاروا يوما آخر في شهر يوليو.