هدية السيد للسيد!

TT

«الكيت كات» اسم منتدى سياسي قديم، ثم صار اسما لكباريهات في كل مكان واسما لنوع من الشوكولاته. وكان عندنا في مدينة إمبابة كباريه اسمه «كيت كات». كنا نمر عليه ولا نعرف عنه إلا ما تنشره المجلات. أما دخوله فكان مستحيلا. إننا نخاف منه، ثم لا نملك رسم الدخول والطعام والشراب، خاصة الشراب. وكان لـ«الكيت كات» باب صغير يقال إنه الباب السري الذي يدخل منه الملك فاروق. وذهبت كل الكباريهات إلى فتح باب سري للسبب نفسه. ونحن أبناء الفراعنة أول من اخترع المداخل السرية للمعابد، وهذه الأبواب السرية لتضليل اللصوص عن سرقة مخلفات الأمير أو الملك الذي توفي.

والحقيقة أن الملك فاروق لم يذق طعم الخمر، وليس صحيحا ما يقال من أنه كان يترنح آخر الليل «سكران على الآخر». وفي مدينة أصيلة التقيت بالأمير أحمد فؤاد لأول مرة وفي بيت وزير الثقافة.. ولاحظت أن زوجته تشرب كثيرا وتدخن أكثر، وهو يدخن فقط. سألته، فقال: أنا لا أشرب. أنا مثل والدي.. إنه لا يشرب ويكره رائحة الخمور كلها.

وكل ما قيل عن الملك فاروق من العبث والخمر كذب في كذب ومن اختراعات الصحف. قالوا إنه كان يلعب القمار وإن من يلاعبونه يتركون له «الساعة الذهب» و«الولاعة الذهب». هذا ليس صحيحا أيضا. كان يقامر هذا صحيح، أما أنه كان يحرص على سرقة الولاعات والساعات، وأنهم كانوا بدلا من أن يسرقها يضعونها تحت عينيه، فهذا كذب أيضا!

وقد قابلت بعض النساء اللاتي عرفهن الملك وكانت لهن حكايات معه؛ «الحكايات العادية». هكذا قالت كاميليا وسامية جمال وإلينابيوتشي كارميلا وغيرهن. فقد كان عاديا جدا، وأحيانا دون ذلك.

هذا «الكيت كات» انهدم، وأقيم مسجد بدلا منه. والناس يقولون «مسجد الكيت كات»! لقد تاب الله على أرض «الكيت كات» فصارت مسجدا. قال أمير الشعراء شوقي عندما تحولت الكنائس إلى مساجد في تركيا:

كنيسة صارت إلى مسجد

هدية السيد للسيد

أي هدية السيد المسيح للسيد النبي عليه الصلاة والسلام. واختفى الباب السري وظهر مكانه الباب الواسع للتوبة إلى الله!