يا للفضيحة

TT

هو رجل مختص بعلم الآثار، والمخطوطات منها على وجه الخصوص، وقد حكى لي عن موقف تعرض له لا يحسد عليه، وبما أنه رجل منفتح وزوجته كذلك أكثرا انفتاحا منه، فقد تشبع بالعادات الغربية من طول إقامته في بلاد (الفرنجة).

يقول: ذهبت في الإجازة الصيفية إلى بلد خارجي، وفي إحدى الأمسيات القائظة عدت إلى منزلي المستأجر ومعي رزمة من المخطوطات، وسعدت كثيرا أن زوجتي لم تكن موجودة، حيث انها ذهبت مع مجموعة من صديقاتها، وعرفت منها أنها لن تعود إلا في ساعة متأخرة، مما رفع من معنوياتي، فأردت أن أستغل الهدوء والانفراد بنفسي، متأكدا من أن لا أحد هناك سوف يقطع عزلتي لكي أتم إنجاز ومراجعة وتحقيق تلك المخطوطات.

فتحت نوافذ الصالون، فاندفع تيار الهواء المنعش مما شجعني على نزع جميع ملابسي لكي أستمتع بالهواء أكثر، ووضعت تسجيلا لـ(السوفت ميوزك)، وأطفأت جميع الأنوار إلا من مصباح كهربائي مسلط على مائدة السفرة فوق رأسي حيث جلست وفردت المخطوطات أمامي وانهمكت في مراجعتها والتعليق عليها، ومر علي وأنا في هذه الحالة ما لا يقل عن ثلاث ساعات، كنت خلالها في قمة عطائي، وفجأة وبينما كنت مستغرقا، وإذا بالأنوار كلها تشتعل دفعة واحدة، وإذا بزوجتي وبرفقتها صديقاتها مع أزواجهن يقتحمون علي الصالون وهم يغنون لي أغنية (هبي بارثدي).

طبعا كان الموقف محرجا ومخجلا، حيث انني وقفت فزعا ناسيا أنني كنت عاريا مثلما ولدتني أمي، لا يستر سوءتي غير يدي التي استنجدت بها في الوقت الضائع، ومما زاد الطين بلّة أنني من شدة ارتباكي تعثرت ووقعت على الأرض أمام الجميع.

طبعا تعالت صيحات النساء وهمهمات الرجال، وغضوا أبصارهم راجعين وخارجين من الصالون، إلا زوجتي المذهولة مما حصل.

استندت على أحد الكراسي واقفا على قدميّ وأخذت أجري وأتخطف ملابسي وأرتديها على عجل وكل مفردات الشتائم تتوالى على لساني، بينما كانت زوجتي واقفة (مبلمة) ترقبني من دون أن تنبس بأية كلمة.

ثم التفت لها بغضب قائلا: ما هذا الذي عملته؟! يا (......)

أجابتني بارتباك وهي تحاول أن تكتم ضحكاتها قائلة: إنني آسفة، لأن هذا اليوم هو عيد ميلادك، فأردت أن أفاجئك مع صديقاتي لكي نحتفل به ونقدم لك الهدايا، ولم يخطر على بالي ولا (واحدا بالمليون)، أن تكون (أهبل) وتتعرى من ملابسك.

قلت لها: لقد تعريت من ملابسي لأنني وحدي في منزلي والباب مغلق، وأنت الوحيدة التي معها المفتاح، ولم أتوقع أن تقتحمي عليّ خلوتي ومعك كل تلك (الزّفة)، لا أريد عيد الميلاد ولا الاحتفال به، ولا الهدايا ولا صديقاتك ولا أزواجهن، وفين (أودّي وجهي) أمامهم بعد ذلك وهم شاهدوني بل وفضحوني وأنا على تلك الهيئة المزرية، الله لا يسامحك يا شيخة لا في الدنيا ولا في الآخرة.

قالت لي: احمد ربك لأنني في آخر لحظة توقفت عن التصوير.

واتضح لي في ما بعد حسب ما ذكرته لي زوجتي أن ثلاثا من صديقاتها على الأقل قد التقطن لي على عجل صورا بتليفوناتهن المحمولة.

يا للفضيحة.

[email protected]