المرأة: تتزين وتتعرض وتنتظر!

TT

من خمسين عاما استطاعت بريطانيا أن تطفئ أنوار باريس ونيويورك في وقت واحد..

فقد اخترعت الآنسة ماري كوانت موضة ميني جيب وميكروجيب والبنطلون الساخن فاستجابت لها الدنيا بما في ذلك باريس. ومنذ ذلك الحين لم تغير المرأة هذه الموضة، بل زادت عليها وازدادت الجيبات قصرا.

وفي الوقت نفسه ظهر الخنافس (بيتلز) في بريطانيا.. هؤلاء الشبان الذين ترجم اسمهم خطأ. وكان الخطأ مصريا. فكلمة (بيتل) معناها لعب وكلمة (بيت) وهي تسمية لأدب الشبان الساخطين وكلمة خنفساء باللغة الإنجليزية مع أن الخنفساء ليس لها شعر وكانوا أربعة شبان دون العشرين. وأصبحت أغانيهم على وزن (روك أند رول) الأميركية ولكن الكلمات رقيقة بديعة. والشبان شكلا وموضوعا وأداء بدعة اجتاحت أميركا وأوروبا..

وقد منحت الملكة هؤلاء الخنافس أعلى النياشين وكذلك ماري كوانت التي اخترعت (الميني). فقد كانوا سببا في نشاط السياحة في بريطانيا.. وقد جاء الناس من كل مكان ليروا سيقان بنات بريطانيا. ومعهم حق. فأجمل سيقان في الدنيا هي سيقان الإنجليزيات وبنات أوكرانيا.

ونحن شبان كنا نتواصى بأننا إذا ذهبنا إلى أوروبا لا بد أن نذهب إلى بريطانيا لنتفرج ونتحسر.. وإذا ذهبنا إلى آسيا ألا تفوتنا جزيرة بالي الإندونيسية ففيها تعرت المرأة. والدولة تدفع بالفتيات والسياح يتفرجون إلخ..

واليوم في بريطانيا تعالت شكاوى الآباء ومديرات المدارس، فقد قصرت الفتيات ملابسهن بما يكشف ملابسهن الداخلية وتظل الفتاة وهي جالسة تسحب ملابسها إلى ركبتها وتنشغل عن الدرس..

أما الشبان فلا ينظرون إلى الكتب وإنما إلى السيقان.. وقد أدى ذلك إلى إثارة الشبان وإلى التحرش.. فلا الفتى قادر ولا الفتاة قادرة على التركيز في الكتب أو فيما يقوله الأساتذة.

وتشجعت بعض المدارس فمنعت دخول الفتيات اللاتي تعرين إلى ما فوق الركبة بشبرين.. بينما وافق معظم أولياء الأمور وبعض ناظرات المدارس على هذا التعري المثير جنسيا المشتت عقليا. ولا أظن الفتيات يتنازلن عن هذا المكسب الذي حصلن عليه بالكشف عن المفاتن. قال أستاذنا العقاد: حياة المرأة أن تتزين وتتعرض وتنتظر. وهذا ما تفعله الصغيرات بالضبط كأنهن قد ذاكرن أستاذنا الكبير!