رغم أنف السيد الرئيس!

TT

أشهر قصص الحب والغرام في القرن العشرين هي قصة زواج الشيخ علي يوسف، الصحافي القديم، من بنت الحسب والنسب صفية السادات، وقالوا: كيف يتزوجها رجل حقير؛ لأن الصحافة من أحقر الأعمال، وهي حرام، فالله تعالى قال لنا: «ولا تجسسوا»؟!

والصحافة قائمة على التجسس ومتابعة أخبار الناس وفضحهم.. أي: أن زواج الشيخ علي يوسف من صفية حرام، ولكن الرجل يحبها، والبنت أيضا، واستمرت المشاورات والمشادات وإخفاء البنت في بيوت أقاربها وأصدقاء أبيها. ولكن الرجل تزوج، وقد تمسكت به البنت الحلوة البيضاء «الملظلظة» (100 كيلوغرام).

وقصة أخرى تشبهها تماما، ولكن لم تلق ما لقيته القصة الأولى.. إنها قصتي أنا، وقد اعترض الرئيس جمال عبد الناصر على زواجي من بنت الحسب والنسب، فخالها وزير التموين وخالها، التوأم، وزير الشؤون الاجتماعية. قال عبد الناصر: كيف يجرؤ واحد من «أخبار اليوم»، مدرسة مصطفى أمين وعلي أمين، أن يتقدم للزواج من واحدة خالها من الضباط الأحرار؟

خالها قال لها: سوف أبحث في سجل حياة العريس، إن وجدته يعرف امرأة واحدة فلن يتركها بعد الزواج، وإن كان يعرف الكثيرات فسوف أوافق على زواجه فورا. وفي الصباح قال لها: تزوجيه.. «ده يعرف ما شاء الله من كل الجنسيات على كوكب الأرض: المضيفة من سنغافورة، والطبيبة من روسيا، والمهندسة والمدرسة والراهبة من إيطاليا، والمطربة اليهودية التي ساعدها على الهجرة إلى إسرائيل».

وفي ذلك الوقت كنت في الشارع؛ فقد فصلني الرئيس سنتين وقال لي الأمير عبد الله الفيصل: تعال وسوف أنشئ لك صحيفة!

حاولت الهرب، أمسكوني وأعادوني إلى الشارع أيضا!

وتذكرت ما قاله شاعرنا الكبير حافظ إبراهيم تعليقا على ما أصاب الصحافي القديم الشيخ علي يوسف:

حطمت اليراع فلا تعجبي

وعلمت البيان فلا تعتبي

فما أنت يا مصر دار الأديب

ولا أنت بالبلد الطيب!

ولكنها دار الأديب والبلد الطيب.. وعدت إلى عملي وتزوجت على الرغم من أنف السيد الرئيس!