مقال في وداع كلبة

TT

تأثرت كثيرا بما كتبه ديفيد بلانكت وزير الداخلية البريطاني الأعمى. فقد تحدث عن كلبته وقد بلغت سن التقاعد. ومن حقها أن تستريح. وقد عرفها كل الوزراء ومعظم الأعضاء الذين يداعبونها دخولا وخروجا من مجلس العموم. وتحدث عن الكلاب التي سبقتها في خدمته..

يقول إن الناس عندما يسألونه عن الكلاب الأربعة التي سبقتها في إرشاده، كانوا يقولون: هل تشعر هذه الكلاب بغيابك عنها؟ فكنت أقول: بل أنا الذي أشعر بكل الأسى والحزن لتقاعدها جميعا. وفي الوقت نفسه أشعر براحة البال، فسوف تستريح كلبتي من الحياة المملة معي: الخروج والدخول المتكرر من المكتب إلى مجلس العموم إلى المكتب إلى البيت أو إلى الحفلات الرسمية المملة والخانقة أيضا بسبب رائحة السجائر والضوضاء والزحام التي تضايقها.

يقول بلانكت إنه عندما قدمها للرئيس بوتين لم تسترح إلى ذلك، أنها لم تعرف أن الحرب الباردة قد انتهت.

ولا يزال بلانكت ينتظر الكلب الجديد.

إن عددا من المتطوعين يدربونه على متابعتي واللحاق والمضي قدما دون أن يلتفت إلى الناس أو إلى أي شيء آخر سواي.. ثم تجيء المراحل الأخيرة الشاقة، وهي أن نخرج معا وأن يرشدني إلى مكتبي وإلى بيتي. وإذا سرنا في الشارع أن يراعي قواعد المرور. وألا ينشغل بالكلاب الأخرى حتى لو حاولت مضايقته. وهذه مهمة شاقة لأنه مطلوب من الكلب ألا يكون كلبا، وأن يتفرغ تماما متجردا عن صفاته الحيوانية. وسوف تكون المهمة الأصعب هي أن أتعرف عليه وأعتاد على سلوكه أو خروجه عن السلوك، خاصة إذا سرنا في طريق جديد لا أعرفه. وأريده أن يذهب إلى المكتب. إنه في هذه الحالة يحتاج فيها إلى حاسة الشم. ولذلك فهو يسحبه، وما على الوزير إلا أن يطيع. وفي أول الأمر كان يحتاج إلى من يراقبه من بعيد. وبعد ذلك يعتمد على أنفه ويذهب إلى المكان المطلوب في يسر وأمان..

وبعدما قرأت ما كتبه الوزير اتجهت إلى الكومبيوتر، أريد أن أعرف سن التقاعد لكلبي. إنه في اليابان يسمونه «الكلب الباندا».. لأن جلده بقع سوداء على أبيض. وفي الصين يسمونه «تشو» وهو مختلف تماما عن الكلب الصيني تشو.. ولكنهم يرون أنه من هذه السلالة.. وأنه نتيجة تهجين كلبين، ياباني وصيني. ولم أستطع أن أعرف كم عمر هذا الكلب؟ تعبت ولم أهتد إلى هذه السن. وسوف أعاود المحاولة!