امسك أبرع اللصوص!

TT

أبرع اللصوص هم لصوص الآثار.. يسرقونها ويهربونها بأشكال عجيبة من الحيل التي دوخت أجهزة الأمن والمخابرات الأوروبية. وآخر المسروقات أو التحف المزورة قطعة من البازلت من قانون حامورابي..

ومن المعروف أن الملك البابلي حامورابي قد استعان بالحكماء فأصدروا قانونا من 282 مادة وذلك سنة 1782 قبل الميلاد. وفي هذه المواد كل حقوق الإنسان. وكل حقوقه في التقاضي والطعن والاستئناف. وأن القانون على رأس الملك وعلى رأس الشعب. ولا أحد فوق القانون. وقد كانت هناك محاولات كثيرة لإنقاص هذه المواد واختصار حرية الإنسان وكرامة الإنسان وأن يبقى العدل أساس الحكم. ولكن الملك حامورابي رفض تماما إلا أن يكون الإنسان حرا ومحترما وأن يكون العدل مساويا للحرية، وأنه للجميع. وأن هدف القانون هو أن يحقق العدالة بين الناس.

وفي الأسبوع الماضي ظهرت قطعة من حجر البازلت وهي جزء من بقايا الحجر الذي سجل عليه حامورابي دستوره المكتوب باللغة الأكادية.. ولا شك أنها تحفة أثرية. وأنها تحتاج إلى وقت لكي يترجمها العلماء ويتحققوا إن كانت صحيحة. وأكبر العلماء ترجمها وبذلك لا يقدر ثمنها إلا بالملايين.

وبعد أن تحدد يوم عرضها للبيع. جاء أحد العلماء ليؤكد أنها مزورة رغم الدقة في الشكل والحروف التي كتبت بها. فقد اكتشف العالم اللغوي الكبير الدكتور ديفيد روسون أن اللصوص وقعوا في غلطة، فهم وضعوا نقطة في نهاية كل جملة..

ولم يعرف البابليون في ذلك الوقت استخدام النقطة.. وبدلا من أن يتسلم أصحابها مليون دولار، سلّموهم لبوليس الآثار لأنهم أبرع لصوص القرن العشرين!