نحن في زمن «الموبايل»!

TT

ما اسم هذا الجيل؟ إننا نعلن اسم الجيل بعد حادث علمي مهم أدى إلى ترك أثر كبير في حياة البشر.

عندما اكتشف آينشتين نظرية النسبية العامة والخاصة، قلنا: إنه عصر النسبية التي قلبت علوم الفيزياء.

وعندما استفحلت الشيوعية في الدنيا كلها واستولى الفيلسوف الألماني كارل ماركس على عقول البشر، قلنا: هذا هو عصر رجل الشارع الذي يحقد على سكان القصور من الأغنياء.

وعندما ظهرت نظريات التحليل النفسي للعالم النمساوي فرويد، قلنا: هذا عصر (الإنسان الصغير) الذي يحمل صندوقا على صدره. هذا الصندوق به كل الحيوانات المفترسة التي تخيفه في اليقظة وفي الأحلام.

وعندما ظهرت الفلسفة الوجودية ابتداء من الفيلسوف الدنماركي كيركجور ومرورا بالفيلسوف الألماني هيدجر وبالفيلسوف الفرنسي سارتر، انتهاء بالفيلسوف المصري عبد الرحمن بدوي، قلنا: إن هذا عصر الإنسان الغاضب على كل موروث.

أما الآن فنحن في عصر «الموبايل»، فأكثر من نصف سكان الأرض يملكون هذا التليفون الصغير الذي تتفنن الشركات في تجميله وترخيصه حتى أصبح من الصعب مقاومته وفي كل بيت خادم، على الأقل، يملك هذا التليفون.

وقد ارتبكت حياة الناس بسبب هذا التليفون، والإنترنت أيضا؛ فهم ضحايا هذا التليفون (الموبايل) ليلا ونهارا، يضعونه على آذانهم قريبا من قلوبهم. فظهرت دراسات لخبراء تحذر الذين يستخدمون الموبايل من الإصابة بالصمم ووجع القلب والسرطان. ثم تنشر الصحف أن هذا كلام فارغ وأن دراسات عميقة قد كشفت عن أن هذا التليفون الصغير خادم بريء لا خوف عليه ولا خوف منه. والشركات التي تنتج التليفون يابانية وكورية وفنلندية وصينية تقوم بتنويع ثمن الموبايل وترخيصه ليكون في متناول الناس كلهم. وهو بالفعل في متناول الناس كلهم ويزيد في الدول الفقيرة التي تريد أن تستمتع بما ينعم به الأغنياء.

وهذا التليفون هو المسؤول عن تبديد وقت الطلبة.

وفي الشهر الماضي أقيم امتحان بين 65 دولة في علوم كثيرة، من بينها: القراءة، فوجدوا أن معظم الطلبة في الدول الأوروبية والأميركية كلها لا يحسنون القراءة.. لماذا؟ لأنهم لا يتكلمون وإنما يقرأون في صمت. وهناك آثار كثيرة أسوأ وأخطر.