متابعة حالات متأزمة

TT

من السهل تلخيص العام الماضي في العراق وباكستان، بينما يبدو الأمر أكثر تعقيدا بالنسبة إلى باكستان. شهد ذلك العام حدثين مهمين في العراق، هما: خفض عدد القوات الأميركية المقاتلة، وإجراء انتخابات مطولة في مارس (آذار)، أعقبها تعطيل تشكيل الحكومة لمدة 9 أشهر. على الرغم من الارتباك السياسي، لم تتصاعد وتيرة العنف، واستمر الاقتصاد في التقدم بخطى بطيئة. لكن لا يستطيع العراق تحمل المزيد من المراوحة خلال العام المقبل كتلك التي شهدها عام 2010، وستحتاج الحكومة الجديدة إلى تحقيق الأمن، والنمو الاقتصادي، وتقديم الخدمات العامة.

على الجانب الآخر، مرت باكستان بعام أصعب؛ فقد اجتاحت الفيضانات البلاد، مما أدى إلى نزوح عدد كبير من السكان لم يحدث خلال أي كارثة طبيعية في التاريخ. لكن النبأ الجيد هو تحقيق قدر من التقدم في حرب الحكومة ضد حركة طالبان باكستان. إن لم يتمثل هذا التقدم في تقليل مستوى العنف بشكل عام، فهو يتمثل في بسط المزيد من السيطرة على المناطق التي كانت فيما سبق معاقل للمتمردين.

لكن مع الأسف لم يحدث أي تقدم ملموس في مستوى تعاون باكستان مع الولايات المتحدة في الحرب ضد الجماعات الأفغانية المتطرفة خلال عام 2010، بل ربما يكون تراجعا على الرغم من زيادة الغارات الجوية الأميركية الفعالة التي تتم بطائرات من دون طيار على منطقة القبائل.

واستمرت الحكومة الباكستانية المدنية في خسارة ما حققته من مكاسب على الأرض أو مكاسب سياسية. رأت أفغانستان أن إتمام زيادة عدد القوات الأميركية وقوات حلف الناتو كان محور قرار أوباما السياسي في ديسمبر (كانون الأول) 2009. ازداد عدد قوات الأمن الأفغانية وتحسنت كفاءتها، وأوضح الناتو عزمه على الاستمرار في الاشتراك مع تلك القوات حتى عام 2014. على الرغم من أن الانتخابات البرلمانية التي أجريت في سبتمبر (أيلول) قد شابها التزوير، هذه المرة كان الأفغان هم من حملوا أفغانا آخرين مسؤولية ذلك، مما يوضح عدم نضج النظام الديمقراطي المعمول به، إلى حد ما.

تتمتع كابل والمناطق المحيطة بها بمستوى لا بأس به من الأمن تحت قيادة الجيش الأفغاني والشرطة الأفغانية، لا قوات حلف الناتو. لكن المتمردين أثبتوا استعادتهم لقوتهم، وهو ما تشير إليه مستويات العنف. وتظل معاقل المتطرفين في باكستان تمثل مشكلة كبيرة على الرغم من زيادة واشنطن للمعونة المخصصة لباكستان. كذلك ما زال فساد الحكومة الأفغانية متوطنا. خلاصة القول: إن مسار الحرب الأساسي لا يزال غير واضح.

* إيان ليفينغستون وهيذر ميسرا باحثان في معهد بروكينغز بواشنطن.. ومايكل أوهانلون زميل بارز في المعهد

* خدمة «نيويورك تايمز»