إذا زاد الشيء عن حده.. انقلب إلى ضده

TT

هناك عدة حقائق أو ظواهر طبيعية على وجه الأرض أريد أن أستعرضها ثم أطبقها على بعض النماذج من البشر الذين مروا علي في حياتي التعيسة هذه.

فمن المعلوم أن البقعة الأكثر تبللا في العالم هي جبل (وايا ليل) في إحدى جزر (هاواي)، حيث يسقط المطر يوميا عليه بمعدل (1234) سنتيمترا في السنة.

وأعرف رجلا لا أظن أن هناك إنسانا أكثر تبللا منه، فهو تقريبا دائم الزكام، دائم العطس، دائم النّفّ، دائم البصق، هذا هو الظاهر فقط، وما خفي كان أعظم، بل إنه حتى عندما يصافحك تجد راحة يده مبللة وتنضح بالعرق الغزير، لهذا كلما صافحته أذهب بعدها ركضا إلى الحمام لكي أغسل يدي وأنشفها.

وعكس تلك المنطقة المبللة، هناك منطقة في دولة تشيلي يقال لها (أتوكاما)، لم تسقط عليها قطرة مطر واحدة منذ قدوم الأوروبيين على تلك الديار، أي منذ القرن السادس عشر.

ومثل هذه المنطقة تماما أعرف رجلا ناشفا (كالجلدة) المدبوغة، يتمتع ببخل لا يصدقه عقل، وهو رغم إمكاناته المادية، فإنه من المستحيل أن يخرج من بيته وفي جيبه أكثر من عشرة ريالات، وذلك لكي لا يغريه شيء فيتورط بشرائه.

أما المنطقة الأبرد في العالم، فهي القسم الشرقي الشمالي من (سيبيريا) حيث تنخفض درجة الحرارة هناك إلى ما دون (50) درجة تحت الصفر.

ولو أننا أتينا إلى الحرارة، فلا شك أن منطقة (العزيزية) في ليبيا لها قصب السبق في ذلك؛ فقد سجل (الترمومتر) فيها درجة حرارة تقارب (60) درجة مئوية في الظل.

ومقابلها تماما رجل لا أدري كيف استطاع التحمل والصبر أن يمكث في رحم أمه تسعة أشهر كاملات! فهو - يا لطيف - إن لم يجد هناك من يخانقه ويعمل معه مشكلة، عندها يحط حرّته بالجدران ويأخذ في مناطحتها كالثور الهائج.

***

شهدت منطقة شبرا الخيمة بالقليوبية في مصر واقعة مؤسفة بعد أن أصيبت ربة منزل بنزف حاد، وذلك عندما قام زوج المجني عليها الحلاق بإجراء عملية ختان لها داخل منزلها، وتم نقلها إلى المستشفى في حالة خطيرة، وتولت النيابة التحقيق، والمسكينة ما زالت في غرفة الإنعاش.

وكانت حجته أو تبريره السخيف: أنها تبالغ دائما في طلبها المتواصل يوميا بممارسة الحياة الزوجية إلى درجة أنه أصيب بالإنهاك، وبدأت (الدمامل) تظهر على وجهه، وأصبحت أصابعه (ترتعش) عندما يحلق للزبائن.

وبيني وبينكم معه الحق في ذلك، إذا كان قد وصل بالفعل إلى هذه الحالة المتردية التي تحدث عنها، غير أن المشكلة تصبح (عويصة) إذا عممت هذه الطريقة (الجهنمية) على كل بيوت الزوجية.

بقيت كلمة أخيرة لا بد أن أكتبها، وهي تشبه النصيحة، وفحواها أنه: إذا زاد الشيء عن حده، انقلب إلى ضده.

ولاّ أنا غلطان؟!

[email protected]