أتعس أيام هيئة الفضاء الأميركية!

TT

هيئة الفضاء الأميركية (ناسا) قالت للرئيس الأميركي أوباما: لا.. هو يريدها أن تصعد بالرواد إلى المريخ.. ولكن الذي تستطيعه هيئة الفضاء هو أن تصعد بالرواد إلى نجيم فقط. لماذا؟ لأن الوصول إلى المريخ يحتاج إلى 45 مليار دولار. ولأن شركات الطيران، «بوينغ» و«اسيس إكس»، لم تحسبها بعد. هل هذه الصفقة رابحة أم خاسرة.. وكانت هيئة الفضاء قررت أن تعتمد في تمويلها على الرحلات التي يقوم بها أناس عاديون على مسافات قريبة من الأرض. ولكن، لم يعد الإقبال على هذه الرحلات كما كانت تتصور. فقد نقص عدد الراغبين في الرحلات حول الأرض على ارتفاعات منخفضة.

والهيئة محتاجة إلى وقت لكي تحسبها هي أيضا. وقد وصل علماؤها إلى استحالة تنفيذ ما أوصى به الرئيس الأميركي.. وكل ما تستطيعه هيئة الفضاء هو أن تتوقف تماما عن العمل حتى يغير الكونغرس موقفه من ضرورة خفض النفقات. فلن يبقى لأميركا من نشاط إلا التردد على المحطة الدولية الروسية. وهكذا، تجد الهيئة نفسها مضطرة إلى وقف النشاط إلى الفضاء الخارجي ويقتصر نشاطها على الأبحاث النظرية، وتحليل الصور التي تبعث بها المراصد الفلكية والمراصد الصغيرة التي تركتها على سطح القمر والمريخ وبعض النجيمات التي تدور في فلك حول الشمس.

وتنتظر هيئة الفضاء القرار الذي سوف يتخذه المستشار العلمي للرئيس أوباما، بعد أن أبلغته هيئة الفضاء أنها غير قادرة على أن تعود بالرواد مرة أخرى إلى القمر - كما أوصى بذلك الرئيس أوباما في إحدى خطبه.. فإذا عدلت هيئة الفضاء عن مشاريعها وتفرغت للرحلات إلى القمر، فهي في حاجة إلى ميزانية ضخمة لشراء صواريخ ذات مهمة خاصة ثم إعاشة رواد الفضاء على سطح القمر كما يقضي البرنامج الذي رسمه مستشار الرئيس مع علماء هيئة الفضاء..

بصراحة: إن هيئة الفضاء الأميركية في أتعس ظروفها.. بينما نشطت هيئة الفضاء اليابانية والأوروبية والصينية والهندية. وهذا السباق ليس في صالح أميركا! ولا في صالحنا أيضا!