سألني عدد من القساوسة الأميركان إن كان من الممكن أن يقيموا طقوسهم السنوية في غرفة الدفن بالهرم الأكبر. سألت، فقيل «في الوقت الحالي لا.. وإنما بعد شهر أو شهرين»..
أما هؤلاء القساوسة فينتسبون إلى جماعة «الصليب الوردي»، وهي تشكلت في القرن السادس عشر في ألمانيا البروتستانتية، وانتشرت من ألمانيا إلى كل الدول الأوروبية. وقد بدأت بين ثمانية من الأطباء آلوا على أنفسهم أن يعيشوا رهبانا لا يتزوجون ولا يترددون في خدمة الناس مجانا.. وقبل أن يموتوا عليهم أن يختاروا من سوف يخلفهم. وحدث.. وانتشرت جماعة «الصليب الوردي»، ودخلتها عناصر زرادشتية وصوفية. وحاول أتباعها أن يجعلوا لها فلسفة تفسير كتب الاعترافات، ونشروا النداءات والبيانات لتوضيح الفرق بين مسيحي بروتستانتي ومسيحي رمزه الوردة الحمراء والذهبية.
وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر دخلتها عناصر ماسونية أو الماسون الأحرار. لذلك كان أسلوبها سريا. لا أحد يعرف أسماءهم ولا عنوان مسكنهم، وإنما هم أناس يخدمون ولا يهم من هم ولا من أين جاءوا. ثم تحولت إلى جماعة سرية كاملة. بعضهم اكتفى بالإشارة دون العبارة. وأخيرا تأثروا بالديانة الفرعونية، ورأوا أن المسيح سوف يظهر لهم في غرفة دفن الملك خوفو. لذلك كانوا يجيئون إلى مصر بالألوف لكي يقيموا الصلاة في هذه الغرفة. ومن المعروف علميا أن القطط إذا ماتت في غرفة الدفن فلن تكون لها رائحة ولن تأكلها الديدان بسبب الشكل الهرمي. لذلك كانوا يتعمدون أن يتركوا قطة أو قطتين مع طعام لهما.. فإذا نفد الطعام ماتت القطة.. وإذا ماتت فلن تتعفن، فهي - إذن - قطة مقدسة.
وأدخلوا على مذهب الصليب الوردي كثيرا من الفلسفات المعاصرة كالوجودية. وأصبحت ديانة «الوردة الحمراء» توفيقية تلفيقية أيضا.
وكنت قد وعدتهم بأن أدخل معهم غرفة الدفن، وأن أشارك في إحياء مذهبهم والدعوة له. أما أن أشاهد وأتفرج فنعم، وأما أن أدعو له فلا.. وأهلا بهم في الشهر القادم!