الذين نهبوا تاريخ مصر!

TT

الله وحده يعلم كم تحفة أثرية سرقها اللصوص من المتحف المصري ومن المخازن ومن المقابر في غياب جهاز الأمن.. فأثناء ثورة يناير هاجم اللصوص المتحف المصري. وصلوا وانتقوا التحف النادرة. وهم انتقوا، أي: أنهم يعرفون جيدا ما له قيمة عظمى وما لا قيمة له. إنهم لصوص مدربون تدريبا جيدا.. وفي غياب رجال الأمن هاجم البلطجية المخازن ونقلوا المئات من التحف. ولا أحد يعلم من الذي جاء ومن الذي سرق ومن الذي سوف يبيع وأين!

أما شكل السطو على المخازن والمقابر، فهو أن عددا من البلطجية المسلحين يهاجمون الحراسة الضعيفة. وتحت التهديد بالسلاح والأسلحة البيضاء تنفتح المخازن وتجيء سيارات بلا أرقام وينزل البلطجية الذين يعرفون جيدا ما هو المطلوب منهم، ولكن اللصوص الكبار هم الذين يتقدمون وينتقون ما يعرفونه جيدا من التحف. وبعد ذلك يجيء اللصوص ويملأون الصناديق بالآثار الفرعونية.. كم عددها؟ مئات.

وما هي إلا لحظات حتى يكون كل شيء قد انتهى. السرقة تمت. أو الصفقة تمت. ومن يدري؟ ربما انتقلت الصفقة إلى دولة مجاورة ومنها إلى الخارج. خسارة؟ نعم خسارة فادحة. ولن نعرف ماذا حدث إلا فيما بعد.

أغرب ما سمعت أن اللصوص سرقوا تمثالا ثقيلا جدا، وسرقوا نصف بوابة، بل إن أحد البلطجية سأل الحراس: أين رأس الملك؟ فقيل له: إنه في أحد الصناديق. وتحت تهديد السلاح ذهب الحارس العجوز يفتح الصناديق واحدا واحدا.. واللصوص ينقلون الصناديق.. فلما وصل إلى الصندوق الذي به الرأس، امتدت يد البلطجي إلى الرأس ووضعه في جيبه!

وهذه أكبر سرقة في التاريخ وأفدح خسارة في تاريخ الفراعنة وتاريخنا الحديث.

ولما جاء مفتشو الآثار في اليوم التالي ليعرفوا حجم الكارثة بعضهم بكى.. فقد سرقوا عرق السنين والبحث والتنقيب في الحر والبرد.. وليس مخزنا واحدا ولا مقبرة واحدة وإنما عشرات، مع الأسف الشديد!