وانتشر الزكام المقدس في إندونيسيا وأستراليا!

TT

صديقي وحبيبي الذي يدين لي بعشرين جنيها: الدلاي لاما قرر أن يسكت ويستكن. فالأميركان راحوا يتنقلون به في كل مكان دليلا على طغيان الصين فلا حرية دينية. ثم استولت الصين على بلاد التبت.. وسكتت الصين وظل الدلاي لاما يغني: ظلموه.. حتى تقاضى الثمن: جائزة نوبل للسلام.

أنا أول من قابل الدلاي لاما بعد طرده من الصين. واستقر في قصر في الهملايا على حدود بلاده. وأول من نشر له صورة في صحيفة «أخبار اليوم» وأول من أجرى معه حديثا ومع صاحبة القداسة والدته التي كانت سعيدة جدا عندما طلبت أن أصورها فارتدت فستانا من النايلون الشفاف.

وقلت للدلاي لاما إنني قادم من بلاد تحبه وإن في مصر مرضى علاجهم كلمة يقولها قداسته. وكان الذي يترجم لنا رئيس وزرائه الذي يتكلم الفرنسية.

وسألني عن عدد البوذيين في مصر فقلت مليون فاندهش كيف توجد في بلادنا مثل هذه الجالية الضخمة ولا يعرف عنها شيئا.

وهاجمتني الصين وقالت: لدينا رسالة نرجو أن تبلغها للدلاي لاما أننا نحن الذين أطلنا عمره فهو يعرف أنه عندما يبلغ الثالثة والعشرين يجب أن يختفي ليظهر دلاي لاما آخر! قل له يشكرنا لا أن يشنع علينا في كل مكان!

وذهبت لوداعه وكان مزكوما فأصابني هذا الزكام المقدس. ونقلت الزكام بمنتهى الأمانة إلى جزيرة بالي ثم إلى استراليا والفلبين!

وقبل أن أودعه سألني إن كان معي دولارات وطلب مني خمسة دولارات. وأعطيته.. وشكرني.. ولم أعرف السبب. لعلها ثمن الزيارة أو الصورة التي التقطتها أو المنديل الحريري هدية من قداسة والدته!

والدلاي لاما نموذج للعبة الأميركية. فقد علموه ولقنوه مبادئ دينه وأدخلوا تعديلات عليه وطبعوا له دينا جديدا وأساليب أعنف في الهجوم على الصين في كل مكان. وما زالوا يلعبون به حتى أجلسوه على عرش نوبل دليلا على الشجاعة والتسامح والامتنان لأميركا التي أحاطته بسكرتارية من البنات الشقراوات.. وهو ممنوع من الزواج ولكن ليس ممنوعا من أشياء أخرى جميلة!