هل نحن مجرمون ولا ندري؟!

TT

قرأت هذه النتيجة (الفضائحية) للحياة المستترة للغالبية العظمى من الناس، ورغبة مني في أن أكون أمينا لأول مرة في حياتي على الأقل، فقد قررت أن أضعها أمامكم، متمنيا الإجابة الصريحة عن الأسئلة من دون (لف ودوران).

فقد كان أحد أساتذة العلوم الاجتماعية يقوم بدراسة أحوال الصبية الذين ينشأون في أحياء فقيرة وأوساط فاسدة، ممن ساقهم القدر إلى محاكم الأحداث ومنها إلى السجون أو الإصلاحيات. ثم خطر على باله أن يبحث كذلك عن المجرمين الصغار الآخرين المستترين بين طلاب المدارس الثانوية، فأعد مجموعة من الأسئلة وعرضها على طلاب هذه المدارس لكي يجيبوا عنها، وأعفاهم من ذكر أسمائهم في أوراق الإجابة ضمانا لتوخيهم الصدق.

وتبين من فحص الإجابات أن أكثر من نصف الطلبة والطالبات ارتكب كل منهم جريمة أو أكثر يعاقب عليها بالسجن. وعجب الباحث لشدة الشبه بين جرائم هؤلاء التلاميذ وجرائم الأحداث المقيمين بالإصلاحيات الذين حكم على كل واحد منهم بالحبس لمدة سنة على الأقل، ثم عرض هذه القائمة على 1020 من الرجال و678 من النساء، يمثلون جميع الطبقات والهيئات، لكي يجيب هؤلاء وهؤلاء، دون ذكر للأسماء، عن الجرائم الذي ارتكبوها. وكانت نتيجة هذا الاستفتاء أن 99 في المائة منهم اعترفوا بارتكاب جريمة واحدة منها على الأقل.

والآن أريد أن أطرح عليك أيها القارئ الكريم أسئلة حاسمة، وعليك أن تجيب عنها بينك وبين نفسك، ثم تحكم أنت على نفسك بما تشاء، سواء السجن أو الجلد أو النفي.. والأسئلة مطروحة على الجميع من الرجال والنساء على حد سواء، وهي:

- ألم تطلع على أوراق ليس لك حق الاطلاع عليها؟!

- ألم تحُز أو تطالع صورا خليعة أو كتبا ماجنة أو شرائط (....)؟!

- ألم تدخن في مكان منع فيه التدخين؟!

- ألم تقتطف زهورا أو فاكهة بغير إذن مالكها؟!

- ألم تدل بمعلومات كاذبة لتنقص أو تزيد ثمن ما تشتري أو تبيع؟!

- ألم تفض بريدا أو تقرأ رسائل غيرك في تليفونه المحمول الذي نسيه عندك؟!

- ألم تخادع في مقامرة أو رهان؟!

- ألم تقبل رشوة أو ترش شاهدا أو موظفا؟!

- ألم تسرق أدوات من فندق أو قهوة؟!

- ألم تشتر سلعا من السوق السوداء وتتستر على بائعها

- ألم تقد سيارة من دون رخصة؟!

- هل سبق لك أن غازلت أو رقمت؟!

- ألم تستعر كتبا من مكتبة عامة أو من صديق ثم لم تردها؟!

- ألا تسترق النظر من النافذة إلى فتاة تتزين في مسكن مجاور؟!

- ألم تغالط فتأخذ شيئا من دون دفع ثمنه؟!

- إذا كنت متزوجا، فهل التزمت حدود الأمانة مع زوجتك؟!

- ألم تعط معلومات كاذبة حين تقدمت لنيل وظيفة ما؟!

- ألم تبالغ في ثمن المفقود المؤمن عليه؟!

- ألم تحلف كذبا في شهادة؟!

- ألم تحاول الحصول على شيء بتهديد أو وعيد؟!

- ألم تتلذذ بسماع الإشاعات، ثم تنقلها للغير بعد أن تزيد عليها؟!

عن نفسي أعترف بأنني ارتكبت كل هذه الجرائم ما عدا أربعا منها، لهذا فقط حكمت على نفسي بالجلد، ثم النفي إلى (باريس).

[email protected]