اللغة العربية أصبحت غريبة في بلادها!

TT

مأساة.. وأريد أن أجد كلمة أقسى علينا من هذه الكلمة المسرحية الدرامية.

أما المأساة فهي حال اللغة العربية على ألسنتنا وفي حياتنا وفي التلفزيون.. أما في التلفزيون فمن النادر أن نجد أحدا يحرص عليها، وإذا حرص عليها ألا يتعثر في قاعدة نحوية أو إملائية أو نطقية.

وفي جلساتي مع الشباب: هل تعرف العقاد؟

- لا والله.

- وطه حسين؟

- أسمع لكن لا أعرف من هو.

- ولا سيد درويش؟

- لا والله آسف.

- لماذا؟

- لأنني أفضل الكتاب بالإنجليزية أما الكتب العربية فهي ثقيلة.. فاللغة العربية صعبة.. ولا أعرف كيف أنطقها.

- ولا ترى في ذلك كارثة؟

- إنهم المدرسون.. إنها الكتب المدرسية.

سألت طلبة في كلية الطب، فكانت إجاباتهم أنه ليس عندهم وقت للقراءة، خصوصا كتب اللغة العربية.. إنها كتب متخلفة.

وكنت أرأس لجان امتحانات المذيعين والمتقدمين للتمثيل في الإذاعة والتلفزيون:

- هل قرأت للعقاد؟

- قرأت «عبقرية عمر» هاها.. صعب جدا.

- وقرأت لطه حسين؟

- لا.

- ولا الحكيم؟

- لا.

- وتسمع أم كلثوم؟

- لا.. أغانيها طويلة جدا ومملة.. أفضل الأغاني القصيرة السريعة.

- اقرأ أي كلام أمامك.

- إلا هذه فهي صعبة جدا.. ولا أعرف المرفوع والمنصوب والحاجات دي.

أما الحاجات دي فهي كل ما يتعلق باللغة العربية قراءة وكتابة ويعتبرونها لغة أجنبية.. اللغة العربية أجنبية عليهم وهم أجانب على اللغة. إن لم تكن هذه مأساة فهي فضيحة لا نصدرها من مصر لأن بعض الدول العربية أسوأ حالا!