عاداتهم غريبة عند الكتابة!

TT

لا بد أن لك عادات في القراءة والكتابة والمشي.. أما متى وكيف تكونت هذه العادة. فنحن غالبا لا نعرف. وتصبح هذه العادات أوضح عند الذين يحترفون صناعة الأدب والفن فهم في حالات الإبداع مغيبون.. لأن شيئا ما يسيطر عليهم بقوة ويحركهم كما يريد.

فالأدباء والفنانون يعترفون بعاداتهم الغريبة.

فالشاعر الألماني الكبير شيلر كان يضع أصابعه في نار الشموع حتى لا يغلبه النوم. وكان يخفي في درج مكتبه عددا كبيرا من التفاح.. إنه لا يأكل التفاح وإنما يشم رائحته. وأوشك أن يحرق أصابعه كلها وهو ينظم رواية «عذراء أورليانز»..

وكان الروائي الفرنسي بلزاك يشرب الكثير جدا من القهوة والكونياك ويتشكل مزاجه حسب الأعمال التي يبدعها نثرا أو شعرا.. فإلى جانب السجائر والخمور لا بد أن تكون في غرفة مجاورة فتاة جميلة تشرب الكونياك وتنادي الأديب الكبير. ولكي يسكتها ويخرسها تماما يذهب إليها وبعد نصف ساعة يكمل ما يكتب وكأنه لم يذهب بعيدا في المكان والمزاج. وهذا يبدو واضحا كتابة في «أوبرا القرصان» التي كتبها ولم يكملها.

ولا أظن أنه قرأ غراميات قيس وليلى في كتاب «الأغاني».. ولكنه توارد الأفكار عندما تكون الحالة النفسية واحدة:

فعندما سئل قيس:

بربك هل ضممت إليك ليلى

وهل قبلت قبل طلوع الفجر فاها

وهل رفت عليك قرون ليلى

رفيف الأقحوانة في نداها

لقد وجدنا مثل هذه المعاني في «أوبرا القرصان»؟!

والشاعر الأميركي إدغار آلان بو له قصيدة طويلة اسمها «الغراب» وهي أجمل وأروع ما نظم شاعر في كل اللغات وكل العصور.

وكان الشاعر يهرش في أنفه.. حتى يدميه ولذلك كان على مكتبه زجاجة كولونيا وكثير من القطن. وحار الأطباء وحار الشاعر. ولكن إذا لم يهرش في أنفه فلا شعر!

والشاعر الإيطالي بتراركه كان يعيش في أجمل مناطق إيطاليا الشهيرة بأنواع النبيذ وكان يحرص على تجميع الأنبذة ولا يذوقها وإنما يشمها ويغمس أنفه فيها حتى لا ينام.

والشاعرة الروسية آنا أخماتوفا كانت تشرب الفودكا حتى تسقط من الإعياء وتنام ويوقظونها لتكمل ملحمة «زمان بلا أبطال»