طمنونا عنكم

TT

فلسطين تحت إدارة حكومة تصريف أعمال. ولبنان عاجز عن تأليف حكومة. والكويت تسعى لتشكيل حكومة لا ينتظرها المستجوبون سلفا. وتونس ومصر في ظل حكومتين مؤقتتين ولا برلمان. واليمن حكومة مستقيلة وحكومة تستعد للاستقالة. وسورية حكومة جديدة لم تقنع المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم. وليبيا يهرب من وزرائها من استطاع ويتهرب من لم يستطع. والعراق حكومة ربضت فوق مفاهيم الديمقراطية بمساعدة الأميركيين الديمقراطيين. بل إن وزير الدفاع، المستر غيتس، يدعو العالم إلى التشبه بالتجربة العراقية. والجامعة العربية مغلقة بسبب زحمة ميدان التحرير وفي انتظار أمين عام جديد. وطالما كتبنا في الماضي لماذا لا يكون الأمين غير مصري، والآن نقول لا بد أن يكون مصريا لسببين: الأول أنه لا يجوز إضافة ألم إلى آلامها، والثاني أن المرشح هو مصطفى الفقي السيرة الأكاديمية والفكرية والسياسية المرموقة.

وما دام كل شيء معلقا، فقد علقت القمة نفسها أيضا. ولم يأسف لذلك أحد سوى العراق لأنه كان يريد التقاط أول صورة تذكارية لبلد عائد إلى أسرة الدول. آسفون، وإلى المرة المقبلة. فكيف تعقد قمة ومصر بلا رئيس ورئيسها السابق في الاستجواب. وكيف تعقد ونصف حكومات العالم العربي حكومات تصريف أعمال. إذن على حكومة السيد نوري المالكي أن تكتفي هذه المرة بإشادة المستر غيتس.

لو لم تكن هذه الخريطة السياسية أمامنا اليوم لما صدقها أحد. من يصدق أن نصف الأمة على الحافة ولبنان يتقاتل على الحقائب الوزارية؟ ومن يصدق أن نصف العالم قرر الاعتراف بالدولة الفلسطينية ولا تزال حماس ترفض الاعتراف بمحمود عباس. ومن يصدق أن عناوين صحف مصر ماذا قال جمال مبارك لأحمد عز، وليس عجز الدولة والأزهر والقضاء ومؤسسات المجتمع، عن حل مسألة محافظ قنا. ومن يصدق أن الأخ القائد وابنه وعدا بأن تتحول ليبيا إلى الصومال، وهذا هو الوعد الوحيد الذي لم يخلفا به منذ البيت لساكنه والمصنع لعامله والمركوب لراكبه. وأرجو ألا تعتقدوا أنني أمزح في مثل هذا القتوم والدمس.

كان الأستاذ وحيد حامد ضيف «مصر النهارده» على قناة «المصرية» مساء الأربعاء. ما أجمل الجرأة الأدبية، وما أنبل أن يكون الأديب مع مستقبل بلده لا مع نفوذ الحاضرين. أيد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) كليا لكنه قدم عليها استقرار مصر وطمأنينة المصريين وقدم على الجميع حكم القانون. ولم يقل ذلك حرفيا لكنني فهمت من كلامه أن على الثوار أن يكونوا أفضل من الذين عزلوهم.