مصر سجنت رؤساءها بالقانون!

TT

حالنا: عجب. وقال الشاعر:

ولكن حبك شيء عجب!

وغنتها أم كلثوم.. وهي لم تقصد الذي أقصده الآن، وهو لأول مرة في تاريخ البشرية، أن يدخل رئيس الجمهورية وزوجته وولداه ورئيس الوزراء والوزراء السجن!

ففي التاريخ أن يقتل رئيس أو يشنق وزير. ولكن أن يكون كل الحكام لصوصا. وأن يقطع رقابهم سيف العدالة، فالعدل أقوى من الحكومة، والعدل على رقاب العباد. والدولة التي تفعل ذلك دولة عظيمة الاحترام.

وكانت ثورتنا عجبا. فلم تتوقع كل أجهزة المخابرات أن يقع مثل هذا الحادث. والحادث هو أن يتفق مليون شاب على إسقاط النظام ثم إسقاط الحكومة والنظام كله.. دون أن يدري أحد. ففي لحظة سقط فيها كل شيء. وفوجئ الناس بشيء عجيب: ثورة شابة أسقطت نظاما عجوزا في نفخة واحدة.. نفخوا فيه فسقط دون أن يكون له صوت.. ولكن لها دويا في البلاد العربية.

فكما كانت الثورة نادرة الوقوع.. فكذلك قوانينها وتطبيقها على الصغير والكبير. ولكن لم نكن نتصور أن بعض حكامنا لصوص.. ولم نكن نتصور أن هذه حالنا، وأننا ساكتون على ما جرى وما سوف يجري ثلاثين.. أربعين.. خمسين عاما!

وأميركا لن تسمح بأن تسقط كل النظم لتكون ضدها. هذه الكتلة الكبيرة من الدول الإسلامية. ولذلك وبعد أن يحدث انشقاق كأن يعيش القذافي.. فإذا عاش صار عدوا لكل الدول العربية التي لم تساعده. منبوذا عميلا لأميركا.

وفي سورية لا بد من صفقة بين أميركا وإيران. هذه الصفقة سوف تؤدي إلى بقاء الرئيس الأسد وبقاء المذهب الشيعي في سورية وفي غزة والعراق.. وسوف يحدث ما لا يخطر على البال من أشكال وألوان وأحجام.. وكلها خرجت من الفوضى. وهذه الفوضى هي الأم الحنون لكل ما سوف يبقى من اليمن الذي يحارب «القاعدة»، وسورية التي تنشر الشيعية وأشكالا غريبة منها.. ولا أدعي العلم ولكن لا أستبعد شكلا عجيبا غريبا عنا.. وسوف نرى!