القوى الخفية التي نحاربها في بلادنا!

TT

من الذي نحاربه في الشرق الأوسط؟

الإجماع يقول: أميركا والقليل يقولون: إيران.. وراء كل هذه المصائب: إسرائيل. إذن نحن نحارب أربع قوى: أميركا وإسرائيل وإيران والثورة المضادة؟!

ولا نعرف حجم القوة الأميركية الإسرائيلية.. ولا نعرف حجم إيران والسلفيين..

فأميركا تقدمت بمساعدات سخية للوضع الراهن الاقتصادي. وأميركا حريصة على أن تعلن ذلك وأن تبعث بوزيرة الخارجية ونوابها.. وتبعث بمندوبين عن البنوك. أعلنت هذا في مصر وفي سورية. ثم إنها توقفت عن ضرب قوات القذافي وأعلنت ذلك. فهي لا تنسى ماذا كانت نتيجة ضرب القذافي وإصابته هو وزوجته وبعض أولاده - إلى هذه الدرجة من الدقة أصابته.. ولم يكن في مصلحتها قتل القذافي وتكرار ما حدث في العراق. فالشعب العراقي يكره صدام حسين ولكن لم يحب إهانته.

وفي الشرق الأوسط كانت بريطانيا هي مستشار أميركا في كل شيء. هذه المرة أمسكت بريطانيا عن أي مساعدة. فقامت إسرائيل بهذه المهمة.

أما إيران فهي العدو الذي لا يسكت ولا يختفي من الخلافات والحدود والفلوس في الخليج. فإيران تمركزت في سورية وقفزت منها إلى غزة ثم إلى مصر. وهي مصدر خوف ورعب وتدعي أنها تحارب «القاعدة».

وقد اندفعت الخارجية المصرية فقررت أن تعيد العلاقات مع إيران. وفي ذلك حرج شديد. وذهب الوقت الذي يخيف مصر من وزير خارجيتها الذي يتخذ قراراته واندفاعه دون أن يحسب ماذا كسبت مصر ومن الذي خسرته..

وموقف أميركا من علي عبد الله صالح ومن القذافي يبعث على الدهشة. فقد ترددت في ضرورة الإبقاء على القذافي وعلي عبد الله صالح والأسد.

وهو كما ترى موقف في غاية التعقيد. وأميركا لم تجد حرجا في تعديل مواقفها ومواقعها، والمشكلة أنها لا تشرح لماذا هذه القرارات المتضاربة والعدول عنها في وقت قصير.

وموقف إيران هو تدعيم الشيعة في كل مكان.. في لبنان وفي فلسطين، وعددهم قليل جدا في مصر ولكن في جو الحرية والثورة الجديدة قد أطل الشيعة برؤوسهم وظهر السلفيون بقراراتهم الغريبة. وسوف يظهر المد الإسلامي والسلفي والشيعي في جو الحرية الكاملة في مصر وراء واجهات دينية سياسية أو سياسية الظاهر باطنية التوجه، وكلها أيام ونرى ردود فعل الوجود الأميركي وادعاء الخوف الإسرائيلي. والخوف من «القاعدة». ونحن السبب في كل ذلك..

وكلها أيام وسوف نرى الألوان الغريبة والمسميات العجيبة.. فالشرق الأوسط إناء يغلي ويتألب ويتقلب بعضه على بعض. لماذا وكيف وإلى أين؟.. إنها تجربة فريدة في الشرق الأوسط. والله وحده الذي يعرف كيف تكون النجاة من خداع وألاعيب أميركا وإسرائيل!!