انقلب السحر على الساحر

TT

(الرقية الشرعية) على العين والرأس، والقرآن الكريم فيه شفاء لما في الصدور.

ولكن أن تتحول هذه الرقية إلى مهنة لها عياداتها وتسعيراتها كالعيادات الطبيعية تماما؟!، فهذا هو ما أثار تساؤلي وتعجبي كذلك، فقد قرأت أن هناك راقيا شرعيا افتتح له عيادة بجدة، وفي مقابلة صحافية مع صاحبها حول التكاليف العلاجية قال:

«البداية بتسعيرة محددة للكشف بواقع 100 ريال، ثم ارتفعت إلى 200 ريال للكشف، حتى أصبحت العيادة لديها زبائن وخدمات علاجية جديدة، لتصبح الكشفية بـ500 ريال، وفي بعض الأحيان ربما تصل إلى 600 ريال، في الحالات المستعصية والزيارات الميدانية»، وقد وصف الشيخ الراقي الأمراض التي يكثر انتشارها في المملكة، وتتمحور حول (العين والمس) حيث اتضح علميا وجود 80 في المائة من مرضى السرطان بسبب العين، والمعالجة تكون بطرق مختلفة من العلاج بالقرآن و(النفث).

وما إن وصلت إلى هذا الحد من القراءة حتى أزحت الجريدة جانبا وخطر على بالي أن أذهب إلى تلك العيادة للكشف عليّ، وبعد تردد عقدت العزم وذهبت إلى تلك العيادة لكي أتأكد، ووجدتها مزدحمة بالمراجعين، فسألني المستخدم إن كنت قد أخذت موعدا مسبقا؟!، فلما نفيت ذلك، عندها طلب مني الجلوس وأخذ يطرح علي أسئلة عامة، عن اسمي وماذا أحب؟!، وكم عمري، ثم طلب مني أن أقف على الميزان وأخذ وزني.

وبعد أن سجل كل ذلك قال لي: إن دورك في المعالجة يكون بعد ثلاثة أيام، وبعدها سوف يستقبلك الشيخ ويحدد على وجه الخصوص مصابك الذي تعاني منه، وهل هو (عين) أم (مس شيطاني)، وكل شيء له علاجه وثمنه، والآن ادفع مقدما 200 ريال لأننا سجلنا اسمك، فتظاهرت له أنني نسيت حافظة نقودي في السيارة، واستأذنت منه للذهاب لإحضارها، ولم أعد له مرّة أخرى.

وفي مصر كشفت دراسة حديثة للمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية عن وجود (275) خرافة على الأقل تتحكم في حياة المصريين، وأوضحت الدراسة أن المصريين ينفقون أكثر من (10 مليارات جنيه) سنويا على الدجالين وأن 63% من المصريين بينهم 20% من صفوة المجتمع يؤمنون بالخرافات - ولا أدري عن مدى مصداقية ودقة تلك الإحصائية -؟!

وقالت الدراسة كذلك إن نسبة المؤمنين بالخرافات تصل إلى الكثيرين بين أهل الريف والمدينة الذين يلجأون إلى الدجالين لفك هذا السحر لاستخدامهم الأحجبة لمختلف الأغراض بداية من طلب الشفاء إلى طرد العفاريت والتي حددتها الدراسة بنسبة تصل إلى 70%.

ومن الحوادث التي سمعت عنها أن أسرة مصرية استعانت بأحد المشايخ الدجالين لعلاج ابنهم الشاب وفك (السحر) منه، فتوجه الدجال ويدعى (فتحي. م)، إلى منزل الأسرة في منطقة منشية ناصر بالقاهرة ودخل حجرة المريض وطلب من أهله توثيقه بالحبال حتى لا يتحرك أثناء إخراج الجن من جسده. ورفض الأهل طلب الدجال، فقام بإلقاء شال أبيض على المريض، وأخذ يقرأ عليه بعض التعاويذ.

وفجأة نهض المريض من مكانه وهو في حالة هياج شديدة، ولم يستطع أهله السيطرة عليه، وأسرع إلى المطبخ وأحضر سكينا توجه بها إلى الدجال وطعنه عدة طعنات في صدره، وسقط على الأرض مضرجا في دمائه. وبعد جهد شاق نجحت أسرة المريض في الإمساك به واستدعاء الإسعاف الذي نقل الدجال إلى مستشفى الحسين الجامعي في حالة حرجة. وتم إجراء جراحة عاجلة له دخل بعدها غرفة العناية المركزة.

وهكذا (انقلب السحر على الساحر).

[email protected]