عندما تكون طبيبا والابن لا يريد ذلك!

TT

في استطلاع للرأي عن: هل تحب أن تكون مثل أبيك في العمل أو في الرياضة، أو الحياة المنزلية مثل الأم، حتى لو أدى ذلك إلى خلاف مع الأسرة؟

90 في المائة لا يريدون أن يكونوا مثل آبائهم في العمل.. يعني ابن الطبيب لا يحب أن يكون طبيبا. وابن المهندس لا يحب أن يكون مهندسا، لأن الأبناء أحرار في اختيار المهنة التي تعجبهم، ولأن الآباء لا يضغطون عليهم.

وجاء في الاستطلاع الذي أجرته جامعة شيكاغو للسلوك الاجتماعي أن بعض الآباء يحاولون الضغط على أولادهم لكي يختاروا نفس المهنة وتكون لهم تجارب آبائهم وثروتهم أيضا. ورغم كل ذلك فإن الأبناء يرفضون.

وقد اختارت لجنة الفحص 1500 من طلبة كليات الطب والهندسة والزراعة بحالة نموذجية. منهم ابن د. إدوارد جونسون أستاذ علم النفس. فالأب قام بتوجيه ابنه إلى الاهتمام بالطب والمرضى وإعطاء الحقن.. ثم التحول إلى الدراسات العليا. ولما سئل لماذا اختار الطب كوالده قال: اخترت الطب إرضاء لأمي وأبي، ولكن في الحقيقة أريد الارتباط بالأرض وزراعة الأشجار - أشجار الزينة والأشجار المثمرة، والاهتمام بزراعة الأرض يجعلني أقضي معظم الوقت في الهواء النقي.. وأن آكل الخضروات والفواكه طازجة ولا أشعر في بادئ الأمر بأنني أكره مهنة الطب. وفي كثير من الأحيان وأنا أعالج المرضى يخيل إليّ أنهم أبقار وجواميس وأرانب.

وهذه صورة نموذجية لطالب اتجه إلى الطب إرضاء للأم والأب.. ولكنه رغم نجاحه في الطب لا يحب هذه المهنة. واتخذ قرارا نهائيا ألا يكون طبيبا وأن يكون مهندسا زراعيا أو طبيبا بيطريا. فالطب مهنة مارسها، أما الزراعة والأرض والحيوان فهذا هو حبه الأكبر.

وتقارير معهد السلوك الاجتماعي ترى أن الآباء يجب ألا يضغطوا على أولادهم حتى لا تكون النتائج عكسية. وفي إحدى الحالات وجدوا رجل أعمال تزوج واحدة أوصت بها أمه.. وله عشيقة هي التي اختارها، وواجهته المشكلة الأبدية: كيف يكون لرجل من قلبين في جوفه.. وفي ذلك إرهاق مادي وعصبي ومشاكل لا تنتهي. فهو قد تزوج وهو قد أحب.

وهناك ملاحظات كثيرة قد أعود إليها!